حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم تهدأ الاتصالات ولم تتوقف اللقاءات الثنائية والجماعية بين مختلف القوى الوطنية منها والاسلامية في ​مخيم عين الحلوة​، التي وضعت نفسها في حالة استنفار سياسي لمواكبة انتشار "القوة المشتركة" في ثلاث "مناطق ساخنة"، حددتها وفق خطة عسكرية، فيما "ساعة الصفر" تدقّ على الخامسة عصر اليوم.

تحديد "المناطق الساخنة" و"الضوء الاخضر" و"التوقيت"، جعل كل القوى امام تحد كبير، لتأمين انتشار ناجح ولفرض الامن والاستقرار والانتقال بالمخيم الى مرحلة جديدة الى الهدوء، بعد اشهر عديدة من التوتير والاغتيالات والاشتباكات انعكست سلبا، على حياة الناس وارزاقهم وممتلكاتهم وارواحهم ودمائهم بانتظار طوق النجاة من الغرق والدمار...

خلاص، سبقه "تحفظ" و"اعتراض" من قبل بعض "الناشطين الاسلاميين" على هذه المناطق والالية، بذلت "القوى الاسلامية" وتحديدا "عصبة الانصار الاسلامية" جهودا كبيرة في تذليلها، ونجحت، غير ان السهام طالتها من كل حدب وصوب، واتهمت بانها "ساومت" على دماء الذين تم اغتيالهم او قتلوا مؤخرا في منطقة الصفصاف دون محاسبة الفاعلين، ما استوجب ردا توضيحيا اختصرها الناطق الرسمي باسم "العصبة" الشيخ ابو شريف عقل بالقول" أيها الفتنويون، إن الذي يجمع بين ​عصبة الأنصار الإسلامية​ والحركة الإسلامية المجاهدة هو تجسيد قول الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، فموتوا في غيظكم وعليكم سينقلب مكركم {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}، أعاذنا الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن".

واوضحت مصادر اسلامية لـ "النشرة"، ان "العصبة" اتخذت قرارا ضمنيا بتنفيذ انتشار أمني في المنطقة لمنع اي توتير والحفاظ على الامن والاستقرار خشية من دخول "طابور خامس" على خط الفتنة والتوتير واتهام "المجموعات الاسلامية" بالوقوف وراءها، ما يعيد خلط الاوراق ويعيق انتشار "القوة المشتركة"، وسط اجواء من الحذر والترقب لما ستؤول اليه الساعات المقبلة بعد التداول بطلب تأجيل الانتشار بضعة ايام اضافية.

الضوء الاخضر

بمقابل ذلك، اعطت القيادة السياسية في منطقة صيدا على اعتبارها المرجعية السياسية، الضوء الاخضر لانتشار "القوة المشتركة" الساعة الخامسة من عصر اليوم، حيث ستتموضع في ثلاث مراكز، مكتب "الصاعقة" عند مفرق "سوق الخضار" في الشارع الفوقاني، مركز "البراق" عند مفرق بستان "القدس"، ومدرسة "الكفاح" سابقا في الشارع التحتاني التي ستكون المقر الرئيسي لها، بعد نجاح الجهود السياسية في تذليل عقبات كانت تحول دون الانتشار لجهة بعض "الاعتراضات" او تأمين المعدات اللازمة لنجاح المهمة الموكلة اليها.

وأبلغ قائد "القوة المشتركة" العقيد بسام السعد، ان كافة الترتيبات قد أنجزت للانتشار وهناك توافق على انجاح المهمة، لان فشلها يعني التوتير الامني الذي لا تحمد عقباه.

اجتماعان وتوافق

وقبيل الانتشار بساعات، عقدت القوى الإسلامية اجتماعا في مخيم عين الحلوة بحثت فيه الوضع الامني إنطلاقا من الواجب الشرعي في الحفاظ على أمن ابنائه والحفاظ على أموالهم وأرزاقهم وأرواحهم وخلصت الى اعلان موقف موحد بدعم إنتشار القوة المشتركة الذي سيتم الجمعة، في عدة نقاط هامة في المخيم للحفاظ على الأمن وتأييد ودعم خطوة الإنتشار التي قامت بها عصبة الأنصار الإسلامية في منطقة الصفصاف.

ودعت كافة القوى والفصائل والأهالي إلى التعاون لدعم الأمن لإنقاذه من الحملات الإعلامية التي تتخذ من بعض الأحداث فيه ذرائع للنيل من قضية فلسطين وقضية اللاجئين التي يمثلها.

وعقدت القيادة السياسية للقوى والفصائل الفلسطينية في منطقة صيدا اجتماعا في مقر القوة المتشركة في مدرسة الكفاح سابقا، بحثت فيه تأمين انتشار ناجح للقوة وتذليل اي عقبة قد تظهر فجأة امامها، مؤكدين على الدعم المطلق للخطوة بعدما وصل التوتير الى مرحلة حساسة ودقيقة تستهدف قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.