لفت البطريك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ خلال ترؤسه قداس ​أحد الشعانين​ في بكركي، الى أن "عيد الشعانين هو عيد الاطفال والشبيبة، فأمثالهم استقبلوا يسوع بعفوية وحب في يوم دخوله لاخر مرة الى أورشليم فهتفوا له ملكا، ونسأل الله أن يحمي اطفالنا وشبابنا من كل ضرر في اجسادهم ونفوسهم فانهم أكثر عطبا في الظروف الراهنة والتلوث الذي يصيب البيئة الاجتماعية"، مشيرا الى أن "تواضع يسوع ظاهر في صورة الخادم التي أتخذها وهو ملك السلام الذي ينتزع كل خوف وقلق من قلب الانسان، النداء المطمئن يأتينا من يسوع المنتصر على الشر والخطيئة والموت".

واكد الراعي أن "سلام المسيح هو سلام القلب والضمير والحقيقية والعدالة والحرية والمحبة، ونحن مدعوون في هذا العيد الى السير على طريق المسيح وهو طريق التواضع الذي ينفي الكبرياء التي هي أم الرذائل ونسلك معه طريق الخدمة التي تعني سخاء القلب واليد والسعي الى المصالح الخاصة على حساب اصلاح العام، وتنفي الانانية. طريق المسيح طريق السلام الذي يرفض النزاع والخلافات ويعمل من اجل العدالة والتفاهم، هذا الطريق طريق كل انسان من أي لون وعرق ودين، هو بنوع خاص طريق السياسييين والمسؤولين المدنيين ونواب الامة ووزراء الحكومة، أي كل الذين يحملون مقدرات البلاد".

ودعا الراعي السياسيين والمسؤولين "في الاسبوع المقدس المقبل، ليتصالحوا مع الله بالتوبة، ومع واجبهم الذي تمليه عليهم نوعية مسؤولية، والتصالح مع السياسة التي هي التزام خدمة الخير العام بتجرد وتفان بممارسة التشريع العادل والقرارات المسؤولية وتعزيز الادارة الكفؤوة وليتصالحوا مع الدولة وتعزيز مؤسساتها والفصل بين سلطاتها والعمل الدؤوب الى انمائها، وليتصالحوا مع الشعب الذي هو مصدر سلطاتهم ويمارسها الشعب عبر المؤسسات المؤتمنون هم عليها، واحترام الشعب واخراجه من حالة الفقر التي باتت تتآكل ثلث ابناء شعبنا، وهذا ليس بمنية من أحد بل القيام بواجب العمل على النهوض الاقتصادي وتمكين قوانا الحية الشبابية وتحفيز قدراتها على أضر هذا الوطن".

وأوضح أن "المصالحة مع الشعب أي احترامه وتعزيز كرامته باعطاء قيمة لصوته في الانتخابات الينابية وحق المساءلة والمحاسبة بسن قانون انتخابي جديد على قياس الشعب والوطن لا على قياس الاقطاع السياسي الممعن في نهج الاقصاء وفرض الذات وطعن الديمقراطية التي من أجلها ومن أجل حمايتها أراق شهداء الوطن دمائهم"، مشددا على أن "مصالحة الشعب تعني احترامه وحماية مال الخزينة أي مال الشعب من السرقة والهدر والرشوة وتهرب النافذين من دفع الضرائب".

وأضاف الراعي: "نداؤنا هذا نجعله نية صلاتنا، مع التماس توبة أمراء دوامة الحرب وويلاتها في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وفي أي بلد آخر، وإيقافها. وليشرق على هذه البلدان نور القيامة الذي يبدد ظلمات الحروب والحقد والبغض. في هذا المساء نحتفل في جميع الكنائس برتبة الوصول الى المينا، هو ميناء المسيح ميناء المصالحة والسلام بعد رحلة أسابيع الصوم الستة".