رأى رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية، شارل جبور، ان "معركة المسيحيين اليوم الميثاقية في ​قانون الانتخاب​، مصيرية ووجودية لا يمكننا التراجع عنها"، مشيرا الى ان "اتفاق الطائف لم يأت عن عبث، بل جاء ليعكس الواقع في لبنان وهو حافظ على التوازن بين الطائفية والمواطنية، ولذلك نص على حفظ حقوق الطوائف في مجلس شيوخ، ولضمان حقوق المواطن المدنية بعيدا من الجماعات في مجلس النواب".

واعتبر جبور في حديث تلفزيوني ان "قانون الانتخاب هو الأساس في تكوين السلطة"، مشيرا الى ان "النسبي مرفوض من القوات لأنه يضرب التمثيل الطائفي وروحية الطائف، ما يؤدي الى انهيار البنية التحتية في ظل عدم وجود مجلس شيوخ، كما ان النسبي يؤدي الى مسار سياسي على أساس عددي، في وقت نطالب بنظام مختلط، الجزء الأكثري منه يحافظ على بنية الجماعات الموجودة، والنسبي فيه يحافظ على التعددية الموجودة في مجتمعنا"، وأوضح ان "الأولوية اليوم لقانون الانتخاب، قبل الدخول بورشة تأسيس مجلس شيوخ"، سائلا ان "كيف ينظر اللبنانيون الى لبنان، هل هو وطن الرسالة ويقوم على نموذج التعايش بين المسلمين والمسيحيين، او ان المطلوب ان تسيطر الأكثرية على الحكم ويشكل المسيحيون زينة، توضع لتجميل النظام وإضفاء وجه مشرق لا أكثر؟".

وأكد جبور ان "قانون الانتخاب يجب ان يعيد تصحيح التمثيل المسيحي لأنه ضرب في القوانين السابقة، وبيئة المسيحي مدنية وتفصل بين الدين والسياسة، ونحن نحاول اعادة تصحيح المسار بخلفية مواطنية وليس طائفية، ولكن في ظل هذا الجو بالمنطقة وفي لبنان، نحتاج الى ضمانة في النظام السياسي"، وذكَّر بأن "الاحتلال السوري كسر المسيحيين وضرب موقع الرئيس واضعف الأحزاب المسيحية بتغييب قادتها وزجهم بالسجون، ما ادى الى ضرب الممانعة المسيحية لوجوده"، ولفت الى ان "لبنان تجربة تعايش ونحن نساعد الاسلام المعتدل بالقول للغرب في ظل الاسلاموفوبيا الموجودة في العالم، ان يمكن للمسيحيين العيش مع المسلمين ويمكن ان يتساوى المواطنون من مختلف الطوائف، في دولة واحدة".

ولفت جبور الى ان "النسبية تعطي حزب الله فرصة لاختراق كل الطوائف والتمدد الى الطوائف الأخرى، ويسعى الحزب بذلك الى الحصول على الغطاء الشرعي له ولسلاحه في الداخل من خلال السيطرة على النظام بأكثرية نيابية، يمسك من خلالها مفاصل الدولة"، وإذ أكد جبور ان "معركة القوات تسعى الى تصحيح التمثيل من خلال قانون الانتخاب"، دعا حزب الله "الى ان يتواضع ويتنازل، وإلا لا إمكان للتوصل الى قانون جديد"، وشدد جبور على ان "القوات والتيار الوطني الحر لن يقبلوا بالتمديد مهما كلف الأمر ويبقى الشارع هو ورقة القوة التي سنواجه بها أي تمديد لمجلس النواب".