لا تزال خطة الكهرباء وإستئجار البواخر لتوليد ​الطاقة الكهربائية​ موضع أخذ وردّ في الأوساط كافة. بعد أن أقرّ مجلس الوزراء الخطة التي أعدها وزير الخارجية جبران باسيل في العام 2011 على أن يعود في كلّ بند من بنودها الى مجلس الوزراء للموافقة عليه، خرجت الاصوات تؤكد أن فيها "الكثير من الهدر".

في الخطة بنود عديدة، ويتضمّن أبرزها إستئجار باخرتين إضافيتين لوتليد الطاقة لتصل معدلات التغذية في الشهر الى 21 ساعة، وفي معرض هذا كلّه طرحت تساؤلات عدّة، أبرزها من رئيس حزب "الكتائب" ​سامي الجميل​ في جلسة مساءلة الحكومة حول "كيفية تلزيم أغلى مشروع بتاريخ لبنان" لشركة محددة بالاسم بالتراضي ودون أي مناقصة؟. وهنا لا يخفي المعنيون سراً بأن مثل الكلام عن عقد رضائي طُرح، رغم التشديد على أن كل الوثائق التي قدمها الجميل ليست صادرة عن الامانة العامة لمجلس الوزراء. وتشير المصادر الى أنه "في معرض البازارات السياسية سمعت بعض الجهات كلاما عن عدم فتح الباب أمام المناقصات، بل اللجوء الى استقدام باخرة Karadeniz التركية لتوليد الطاقة كونها الاكثر كفاءة والاقوى"، وتلفت المصادر في هذا الخصوص الى أن "وزير الطاقة سيزار أبي خليل المعني بهذا الملف رفض طلب اقامة عقد رضائي مع شركة معينة، ولجأ الى فتح باب المناقصات لاستجرار العروض للبواخر، على أن تفوز الشركة الّتي تستوفي الشروط، وفي حال عدم توفّرها بأي شركة نعود الى karadeniz".

تشير المصادر الى أن "على طاولة وزير الطاقة 36 عرضاً من شركات دخلت في المناقصات، وستفضّ هذا الاسبوع، على أن يتوجّه وزير الطاقة بعد الرابح في المناقصة الى مجلس الوزراء، وإذا كانت Karadeniz الفائزة يُلزّم العقد لها، ولكن لا يمكن القبول بأي عقد رضائي معها قبل فتح باب المناقصات".

في سياق موازٍ، تؤكد المصادر، أنّ معدل ارتفاع ساعات التغذية بالطاقة الكهربائيّة في النهار بعد بدء البواخر الجديدة بتوليد الطاقة سيصل الى ما بين 14 ساعة ونصف و21 ساعة في النهار. لافتةً الى أن "البواخر مهمتها انتاج الطاقة الى حين الانتهاء من بناء المعامل التي بدأ العمل بها"، شارحةً أنها "تحتاج من ثلاث الى أربع سنوات لتصبح على الشبكة"، مشيرةً الى أن "معملي سلعاتا والزهراني هما بانتظار المجلس الأعلى للخصخصة، فيما الاستشاري لم يبدأ بدفتر الشروط بعد لأن الاموال اللازمة لم تحوّل له"، وهنا تلفت المصادر الى أن "وزير الطاقة طلب في خطّة الكهرباء تأمين الاموال لتكليف الاستشاري IFS بوضع دفتر الشروط".

بعد خسارة الدولة اللبنانيّة لأموال طائلة ومليارات الدولارات في قطاع الكهرباء بسبب المماحكات السياسيّة، والخلافات المستشرية بين أهل الحكم، لا يزال حتى اليوم يعاني المواطن اللبناني جرّاء التخبّط السياسي. فهل يصل لبنان خلال 4 سنوات الى كهرباء دون انقطاع على مدى 24 ساعة، أم تنتظره مفاجآت تفسد عليه متعة النور؟.