توجه كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا ​آرام الأول كيشيشيان​ في كلمة له خلال إحياء "​القوات اللبنانية​" الذكرى الأرمنية في معراب تحت عنوان "إرادة شعب... حكاية بقاء"، بالتحية لـ"القوات اللبنانية" لتنظيم هذا الاحتفال بمناسبة ذكرى 24 نيسان"، معتبراً أن "حضوركم هنا هو تعبيرٌ فعليٌ وبليغٌ على تضامنكم مع القضية الارمنية التي هي قضية حق بامتياز".

وأكد ان "الإبادة هي جريمة ضد الإنسانية، وعقوبة الجريمة ضد الانسانية وفق القانون الدولي هي التزام أخلاقي وقانوني وسياسي، أما الإفلات من العقاب فهو ظلم فادح، وهو امتدادٌ للإبادة بمعنى ما"، مشيراً إلى أنه "بحسب القانون الدولي، ان الجرائم ضد الانسانية وتحديداً الاعتراف بهذه الجرائم والإبادة متصلة ببعضها البعض، ما يعني ان الاعتراف ينطوي على تصحيح الخطأ".

وأشار إلى أن "الشعب الأرمني هو ضحية أول إبادة في القرن العشرين ولا يزال يطالب بالعدالة بإرادة صلبة ولكن السلطات التركية تستمر بطريقة عنفية في سياسة التفاوض"، لافتاً إلى أن "هذه هي الوضعية الحالية، فللأسف ان الحقوق الدولية وتحديداً حقوق الإنسان هي غالباً رهينة ما يُسمى الواقعية السياسية".

وأفاد أنه "يُمكننا إنكار أو إهمال الحقيقة ولكن لا يُمكننا طمسها أو نسيانها، فتركيا يجب أن تحترم تاريخها الخاص وأن تُغيّر استراتيجيتها الإنكارية والرافضة، وعليها أن تقبل الحقيقة ونعم الحقيقة تُزعج ولكنها في النهاية تُصالح وتشفي"، مشيراً إلى أن "التاريخ يُظهر بوضوح أن شعباً لا يموت اذا كان يملك الإيمان بالحياة والوفاء لماضيه ورؤية واضحة نحو مستقبله، وتحديداً اذا كان هذا الشعب ملتزماً في حرب روحية وثقافية وقانونية وسياسية من أجل حقوقه المشروعة".

وأضاف كيشيشيان أن "لبنان لعب دوراً حاسماً عقب الابادة الارمنية، واللبنانيون_مسيحيون ومسلمون استقبلوا الناجين من الإبادة ومن بينهم آلاف الأيتام في منازلهم الخاصة في بلد الأرز بكرمٍ استثنائي ومثالي"، مشيراً إلى أن "الولادة الجديدة للشعب الأرمني بدأت هنا في لبنان ولهذا السبب لبنان لديه مكانة مميزة في قلب كل الأرمن المنتشرين في العالم أجمع".