لفت رئيس أساقفة بيروت للموارنة ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران ​بولس مطر​، في كلمة له خلال ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حول "المواطنة والتنوّع الديني"، إلى "أنّنا "نلتقي حول موضوع جوهري في حياتنا اليومية والشرق أوسطية. هذا الموضوع طرح أوّلاً عام 2010 في ​السينودس​ الّذي انعقد في روما حول الشرق الأوسط. والفكرة الأساسيّة في هذا السينودس كانت المواطنة بين المسيحيّين والمسلمين بخاصة في دولنا الشرق أوسطية. أي أن نكون من أديان متنوّعة منتمين إلى وطن واحد، أن نكون عائشين بسلام في مساواة في الحقوق والواجبات، في احترام متبادل في عيش الإنسانية رغد وقويم وأن تكون لنّا حريتنا الدينيّة ضمن مسؤوليّاتنا الوطنيّة".

وأوضح أنّه "عاد هذا الموضوع وطرح من جديد في المؤتمر الّذي انعقد في القاهرة بفضل شيخ ​الأزهر​ الشيخ ​أحمد الطيب​ الّذي أكّد في أنّ المسيحيّين والمسلمين يعيشون معاً ضمن أوطان واحدة باحترام بعضنا ببعض وإلتزام وطني رائع يكون للجميع"، منوّهاً إلى أنّ "فكرة المواطنة فكرة جميلة، أن يواطن الواحد الآخر يعني أنّنا نقبل بعضنا البعض، والمواطنة هي فكرة ربما كانت حديثة قبل أن تعرف الإنسانيّة المواطنة والمساواة. هذه الفكرة حملها الأزهر الشريف بصورة خاصّة في هذه الأيام حيث يطرح على بساط البحث موضع التطرّف الديني أو التطرّف بإسم الدين الّذي يلغي هذه المواطنة، عندما طلب من مسيحيّي العراق في نينوى والموصل من قبل المتطرّفين الداعشيّين، إمّا أن يدخلوا إلى الإسلام مباشرةً وعنوّةً، وإمّا أن يهجّروا أو يموتموا. الإسلام الحقيقي، المعتدل، الأزهري، الإسلام الّذي نعرفه ونحبّه رفض هذا الموقف وقال فيه أنّه موقف لا يمتّ إلى الإسلام بصلة".

وأكّد "أنّنا نقبل تنوّعنا الديني. ومن جهة الإنسانية والعيش المشترك، لنا تاريخ واحد، لنا رغيف واحد، لنا إنسانيّة ولكلّ أن يعيش دينه كما يشاء. لأجل ذلك، نحن نؤيّد منحى الأزهر الشريف وفخورون بأن يتابع هذه المشاروات. وفي هذا اللقاء، نصلّي أن يكون مباركاً وأن يعطي دولنا العربية السلام وأن يحاصر هؤلاء المضلّلون الّذين يغتصبون السلطات ويحاصروا فكريّاً حتّى يعودوا إلى الهدى وحتّى نقبل بعضنا كما كنّا دائماً"، مشدّداً على أنّ "من ثوابت المسيحيّة والإسلام أن نكون في هذا الشرق وأن نبقى معاً، ونحن بكلّ طيبة خاطر نرفض أن يتّهم الإسلام بالإرهاب وتتهم المسيحية بالإرهاب. لذلك أي انسان من أي دين قد يجنح إلى الإرهاب، ولكن الأديان هو براء منه، ويجب علينا أن نحافظ على بعضنا البعض حتّى يستأصل هذا الداء الأساسي".