اعتبر النائب السابق ​انطوان اندراوس​ أن تهافت الفرقاء السياسييين على طرح صيغ جديدة ل​قانون الانتخاب​، قبل موعد جلسة منتصف ايار التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي موعدا لتمديد ولاية البرلمان، يضفي جوا من التفاؤل بامكانية التوصل الى التفاهم المنشود قبل الموعد المحدد في 15 من الشهر المقبل، لافتا الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري يحضّر أيضا لصيغة، وهذا كله يصب في مصلحة الجميع بالخروج من هذه الأزمة.

وشدّد اندراوس في حديث لـ"النشرة" على ان موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والذي جدّد دعوته لاجراء الانتخابات وفق ​قانون الستين​، في حال تعذر الاتفاق على قانون جديد ضمن المهل، دستوري بامتياز وهدفه الرئيسي تجنب دخول البلاد في فراغ برلماني. وقال: "هناك قانون نافذ، وبالتالي في حال لم يحصل تفاهم على قانون جديد فمن المفروض اللجوء مجددا الى الستين لتفادي مخاطر الفراغ".

سيناريو حرب

ورأى اندراوس أن "من واجبات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممارسة الضغوط اللازمة لاقرار قانون جديد، لا بل أن يقوم بالمستحيل لتحقيق هذه الغاية، لكن وفي الربع ساعة الأخير لا يمكن ان يترك البلد يتجه الى المجهول". واضاف:"في تلك اللحظة المفروض ان يتم تمديد بسيط لمجلس النواب على ان تُجرى الانتخابات بعدها وفق قانون الستين".

ونبّه اندراوس من خطر اللجوء الى الشارع لمواجهة التمديد، لافتا الى انّه "عشية الجلسة السابقة التي كانت محددة لمجلس النواب كان الثنائي المسيحي، التيار الوطني الحر و​القوات اللبنانية​ يتحضران للنزول الى الشارع تماما كما شبان من حركة "أمل"، وهذا السيناريو كان سيؤدي بنا مجددا الى حرب أهلية، فهل من يتحمل اليوم مسؤولية جر البلد الى الحرب مجددا"؟.

وتساءل اندراوس: "هل القوى المسيحية موافقة على الذهاب الى فراغ على مستوى مجلس النواب"؟. وأجاب: "لا أعتقد أن القوات اللبنانية تقبل السير بهذا الاتجاه، حتى ان الرئيس عون لن يصل للنهاية في موقفه السابق وتلويحه بالفراغ".

القتال في سوريا دستوري؟

وأثنى اندراوس على الطرح الذي تقدم به الحزب "التقدمي الاشتراكي" بخصوص قانون الانتخاب، معتبرا أنّه "معقول والأهم غير طائفي كما هو القانون التأهيلي، واذا كان هناك بعض الفرقاء يريدون ادخال بعض التعديلات عليه، فلا شك ان هذا الامر ممكن".

واستهجن اندراوس وصف رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد القانون المختلط بغير الدستوري والمنطقي، وقال: "الأفضل الا يتطرق الحزب للدستور ومواده، وكأن ما يقوم به في سوريا وغيرها دستوري بامتياز"!. وأعرب عن استبعاده التام لأن يكون حزب الله يريد أصلا وجود قانون جديد للانتخاب، ربّما للدفع باتجاه المؤتمر التأسيسي.

مخاوف واقعية

وتطرق اندراوس للمخاوف على الوضع المالي في البلاد، لافتا الى ان هذه المخاوف "واقعية تماما"، معتبرا انّه "وبعد مرور نحو 4 أشهر من العهد الجديد فالوضع لم يتغير والاقتصاد الوطني في حالة يُرثى لها وبحالة من الجمود الكامل". واضاف:"تفاءلنا خيرا بهذا العهد، الا انّه وبما ان لا انتخابات ولا تغييرات في موقف حزب الله من الحرب في سوريا وفي التعاطي مع دول الخليج، فالجمود سيد الموقف ما ينذر بمخاطر جدية على الوضع اللبناني ككل".