هدأت العاصفة النارية التي لفحت في احياء مخيم «عين الحلوة» ولاسيما «حي الطيري» الذي كان مرتعاً للارهابي بلال بدر ومجموعته وانتهى بعيون القاطنين فيه شبه حي بعد الدمار الذي لحقه في معركة لم تدم اكثر من 5 ايام تبخر خلالها بدر مع مجموعته واصبح لاجئاً بين الاحياء الصديقة ولكن رغم فشل عملية تصفيته جسدياً فان المسؤولين في المخيم حققوا انجازاً على الصعيد الجغرافي اولاً وعلى الصعيد الامني باعتبار اعادة تكوين مربع آخر لبدر لن يكون نزهة منها عدم رغبة الذين رحبوا به ان يدخلوا في مغامرة تؤدي بهم وباحيائهم الى المصير الذي لاقاه «حي الطيري».

وفي جوجلة للنتائج التي تحققت لاسيما وان بلال بدر مازال في المخيم اكد مسؤول حركة «حماس» في لبنان علي بركة ان القوة الامنية المشتركة انتشرت في 12 نيسان في الحي وفككت المربع وهو انجاز وان كان غير المطلوب لكن تحقيق 70% من المطلوب افضل من لا شيء فاستمرار العملية العسكرية سيؤدي الى توسيع دائرة الخراب وتدمير الحي وصولا الى تدمير المخيم في حال عدم الحسم لاسيما وان العملية العسكرية استمرت اكثر من 5 ايام ولم نتمكن من اعتقال بدر ولذلك استجابت القوى السياسية للجهود التي بذلت من اطراف فلسطينية ولبنانية ان يتم تفكيك مربع بدر وان تنتشر القوى الامنية في الحي ويبقى الاخير ملاحقاً ومطلوباً للعدالة.

المطلوب اليوم تعزيز وجود القوى الامنية في حي الطيري خصوصاً ان هناك بعض الفصائل حتى الآن لم تشترك في القوى الامنية هناك ولاسيما فصائل منظمة التحرير فالمشاركين اليوم هم القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية الذين دخلوا الى مربع بدر في حين ان فصائل منظمة التحريرفصائل تحالف القوى الفلسطينية لم تشارك وهم مكون اساسي في القوة المشتركة في المخيم ويشكلون 60% من عناصرها في حين وقع العبء على 40% وهم فصائل القوى الاسلامية (تشكل 8 اطر) عصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة وانصار الله لذلك تقرر في اجتماع السفارة الفلسطينية الاتفاق على ضرورة تعزيز القوة المشتركة بمشاركة فصائل المنظمة وكلنا امل ان ينفذ هذا القرار لتعزيزالامن في الحي ومنع بدر من العودة.

ورفض بركة مقولة نقل مشكلة بدر الى بقعة اخرى من المخيم لانهم استعادوا الحي واصبح مفتوحاً بعد 12 نيسان لكل اهل المخيم بعدما كان امام الكثير من ابناء المخيم واصبح خاضعاً لسلطة القيادة السياسية واصبح بدر لاجئاً ولن يقبل اهل المنطقة التي لجأ اليها بسبب تجربة الطيري تحويله الى مربع امني جديد لافتاً الى ان المعلومات تشير الى تنقله بين المنشية والراس الاحمر ولم يخرج من المخيم.

اما بالنسبة لباقي الاسماء اللامعة لاسيما اسامة الشهابي فقد قيل انه يعمل كوسيط بين الشباب المسلم ويتخذ موقفاً هادئاً بانتظار ما ستؤول اليه الامور في المخيم لناحية الخطوات الاخرى التي ستلي عملية انتشار القوة المشتركة.

اما بالنسبة لمخيم البداوي وفق مصادر مقربة من احد القياديين في المخيم فهو كان ضحية شخصين من آل كنج والشعبي وهما يستمدان بطشهما من احد المسؤولين الفلسطينيين السابقين ابو عماد الوني ولكن الفصائل الفلسطينية قامت بتسليمهم يوم الاحد الفائت تجنباً لاهتزاز المخيم.

يبقى السؤال الذي يطرح الى متى سيبقى اهل مخيم «عين الحلوة» رهن الاجندات الخارجية والتي ابعدت معظم الفلسطينيين عن قضيتهم الاساسية التي يناضل من اجلها الاسرى في السجون الاسرائيلية وهم اليوم يسجلون بطولات من وراء القضبان ببطون ارادوها خاوية لحين تصبح السجون الاسرائيلية فارغة من اجساد تقاوم حتى الرمق الاخير.