رأى شيخ ​الأزهر​، ​أحمد الطيب​، أنّ "تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك هو التحدي الأكبر الآن في ظلّ دعوات الإرهاب وتنظيراته، الّتي تحاول أن تضلّل عقول الشباب شرقاً وغرباً، وتُرسّخ في أذهانهم وتصوّراتهم أفكاراً خاطئة حول دولة الإسلام، ومحاولة استعادة مفاهيم ومصطلحات تجاوزها الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانية"، مشيراً إلى أنّه "في ظلّ هذه التحدّيات، تصبح قضية المواطنة هي القضية الأولى الّتي يجب أن يتحدّث فيها قادة الأديان، لأنّها الردّ العملي على هذه الأوهام الّتي تجد من الدعم المادي والأدبي ما خيل لهؤلاء المتوهّمين، أنّ العمل على تحقيق هذه الأوهام جهاد في سبيل الله".

وخلال مشاركته في الجولة الخامسة من جولات الحوار في مُلتقى إسلامي - مسيحي، احتضنته مشيخة الأزهر بوسط القاهرة، أكّد الطيب أنّه "ليس هناك شكّ في أنّ المواطنة تعدّ الضامن الأكبر لتحقيق المساواة المطلقة في الحقوق والواجبات بين المسلمين وغير المسلمين. ومن هذا المنظور، فإنّ التحدي الأكثر حضوراً في المجتمعات الغربيّة هو التصدّي لظاهرة ​الإسلاموفوبيا​، باعتبارها ظاهرة شديدة الخطر إذا لم تواجه بتبيان حقيقة الأديان وفلسفاتها، ومقاصدها في إسعاد الإنسان، والإرتقاء به في مدارج الكمال الروحي والعقلي والخلقي"، محذّراً من أنّ "تتطوّر ظاهرة الإسلاموفوبيا اليوم إلى ظاهرة الدينوفوبيا في الغد القريب".

كما شدّد على أنّ "صراع الأديان السماوية اليوم لا يمكن أن يعالج إلّا بإزالة ما بينها من توتّرات وموروثات تاريخيّة"، موضحاً أنّه "لا يصحّ أن نستدعيها في الوقت الّذي نواجه فيه معركة طويلة مع أعداء الأديان"، مطالباً بـ"الحذر من أكاذيب الإعلام الّتي تربط الإرهاب بالإسلام، وتتّهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من المسيحيّين، وأنّ الإسلام وراء التفجيرين الإرهابيين في كنيستين قبطيتين في طنطا و​الإسكندرية​، فمثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على عاقل يقرأ الأحداث وما وراءها قراءة صحيحة"، مبرزاً أنّ "الحقيقة الّتي يثبتها الواقع هي أنّ الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيّين، وستعلمون بعد ذلك أنّ الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنّه لن يبالي في تعطّشه للدماء لدم مسلم أم مسيحي، فالغاية عنده ضرب استقرار الأوطان، ولتأت الوسيلة من مسجد أو كنيسة أو سوق أو أي تجمّع للبسطاء الآمنين".