ذكرت "الاخبار" انه بعدما سيطرت قوات "الحشد" في الأيام الماضية على قضاء الحضر الواقع في جنوب غرب الموصل، تقاطعت عدة مؤشرات تفيد بأنّ معارك القضاء ليست إلا مقدّمةً لعمليات أخرى قرب الحدود. وهذا ما يؤكده مسؤولون في "الحشد" إلى "الأخبار"، فيما يضيف أحدهم أنّ "المعارك ستنطلق في الساعات القليلة المقبلة، باتجاه الحدود العراقية ــ السورية".

ويحظى قضاء الحضر بأهمية ميدانية لاعتبارات عدّة، أهمها موقعه الجغرافي الذي يشكّل نقطة التقاء بين ثلاث محافظات، هي: نينوى، وصلاح الدين، والأنبار. إضافةً إلى ذلك، فإن مدينة الحضر تقع على أطراف الطريق المؤدّي إلى مدينة الموصل، الأمر الذي يشكّل تهديداً للقوات العراقية إذا ما تركتها بيد مسلحي "داعش"، الذين سيتخذون من الحضر قاعدة انطلاقٍ لعمليات أمنية ــ عسكرية. ورغم المسافة الكبيرة التي تفصل الحضر عن الحدود، فإن استعادتها ليست سوى مقدّمة للتوجّه إلى الحدود.

أما في خلفية المشهد، فإنّ "أصل العملية، أننا نريد الذهاب إلى الحدود السورية، ونريد الذهاب قبل الأميركيين"، يقول أحد قادة "الحشد" في حديثه إلى "الأخبار"، مشيراً إلى أن "الأميركيين يريدون استغلال الصحراء، والوضع مع سوريا، لإنشاء قواعد عسكرية جديدة". وبرغم أنّ الأميركيين بات لديهم النفوذ الكافي على عدد من نقاط الحدود الممتدة مع سوريا لنحو 605 كيلومترات، وخاصة في الجنوب بالقرب من المثلث الحدودي مع الأردن وسوريا، وشمالاً غرب مدينة الموصل وفي شمالها، فإنّ المنطقة الوسطى التي تشتمل على نقاط ذات أهمية ميدانية بالغة، مثل "معبر القائم" الحدودي، يبدو أنّ الصراع عليها قد بدأ لتوّه. ويسعى الأميركيون، انطلاقاً من قاعدة عين الأسد في الأنبار، بالتعاون مع قوى محلية، إلى التوجه نحو معبر القائم والمشاركة في عمليات غرب الأنبار، بهدف تثبيت قاعدتين جديدتين في تلك المنطقة القريبة من دير الزور في سوريا.

وتبدي قيادة "الحشد" تخوّفها من النيات الأميركية، بينما يشير القيادي في "عصائب أهل الحق" محمود الربيعي، إلى أنّ "الأميركيين يسعون جاهدين إلى إبعاد الحشد عن الحدود"، مؤكداً في حديثه "المخطط الأميركي لإقامة قواعد عسكرية في صحراء نينوى وفي جنوبها (الأنبار)".