دعا وزير الدولة لشؤون النازحين ​معين المرعبي​ "دول العالم الحر وخصوصا الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، الى زيادة دعمها للبنان ليتمكن من مواجهة أزمة النزوح السوري"، محذرا من أن "الأوضاع مرشحة للانفجار في ظل ارتفاع منسوب المشاحنات والتوتر بين النازحين السوريين واللبنانيين، بسبب الضغط على الخدمات الأساسية والتنافس الحاد على فرص العمل".

وخلال لقائه مدير مركز الأزمات والدعم في وزارة الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية السفير الفرنسي السابق في لبنان ​باتريس باولي​، أعرب المرعبي لباولي عن خشيته من "ارتفاع اعداد اللبنانيين والنازحين السوريين، الذين يحاولون الهرب عبر البحر للوصول الى استراليا وألمانيا، بحثا عن فرص عمل ومستقبل افضل". مشيرا الى انه "على المجتمع الدولي ان يكون أكثر سخاء تجاه لبنان كدولة تتحمل عبء النزوح السوري عن العالم بأسره، رغم عدم توافر الوسائل والموارد الكافية لدينا".

وأوضح "إن وضعنا يشبه اكياس الرمل التي تحتمي بها دول الجوار، وعلى الدول واصدقاء لبنان وخصوصا الاتحاد الاوروبي ان يقف الى جانبنا. فقد تكبد لبنان نحو 18 مليار دولار بسبب ازمة النزوح السوري، في حين لم ينفق المجتمع الدولي اكثر من 10 مليار دولار لدعم لبنان. وإن دعم الأسرة الدولية لمشاريع تطوير البنى التحتية في لبنان سيكون اقل كلفة من استقبال المزيد من النازحين"، مشيرا الى أن "المخطط التوجيهي الذي تعده الحكومة اللبنانية يحدد الأولويات، ويركز على الإستثمار في البنى التحتية ولا سيما في المناطق النائية، وهذا من شأنه خلق اعداد كبيرة من فرص العمل".

وثمن "دعم الحكومة الفرنسية ومنظماتها الإنسانية وجهودها الجبارة لتعزيز صمود لبنان في مواجهة ازمة النزوح على امتداد مساحة لبنان"، دعا "باولي الى جذب الشركات الخاصة الفرنسية للاستثمار في لبنان، وفتح الاسواق الفرنسية لتصدير المنتوجات اللبنانية، ودعم المدارس والمستشفيات الحكومية اللبنانية التي تعاني من مشاكل جمة وتتطلب تمويلا لتقديم خدمات افضل الى المواطن اللبناني والنازح السوري على حد سواء".

واستنكر "لامبالاة العالم الحر تجاه المأساة السورية، وعدم العمل بجدية كافية لوضع حد للنظام الارهابي السوري الذي يمعن في قتل الأبرياء وتصنيع وتفريخ الإرهابيين"، معتبرا أن "وقف الحرب والقتل في سوريا هو الحل الجذري لموضوع النزوح في المنطقة".

بدوره، أبدى باولي تقديره "لاستقبال لبنان هذا العدد الهائل من النازحين السوريين"، مشيرا إلى أن بلاده "تركز في تدخلها الإنساني على دعم النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة في الوقت عينه، خاصة في ما يتعلق بالصحة والتعليم والمياه".

ودعا "القوى السياسية اللبنانية إلى ضرورة التوافق لتتمكن فرنسا والاسرة الدولية من مواصلة المساعدة في مجالات الدعم الإنساني ومشاريع التنمية المستدامة".

وطلب باولي، الذي يقوم بجولة على صيدا وعكار والبقاع للاطلاع على حاجات المجتمعات المضيفة والنازحين السوريين، إلى المرعبي "تحديد الحاجات الأساسية والأولويات لناحية المشاريع والتي يمكن للحكومة الفرنسية تمويلها، ومن شأنها ان تعود بالمنفعة على اللبنانيين والنازحين في الوقت عينه".