لا تعتبر قضية بيع الأراضي للأجانب مجرّد موجة إجتاحت لبنان مدّة من الزمن وإنتهت، بل هي مستمرة، تخمد حيناً وتعود لتظهر أحياناً أخرى... هذه هي حال بلدة ​التعزانية​ في عاليه التي حطّت أيادٍ أجنبية رحالها فيها، وبدأت رحلة شراء الأراضي بشكل مخيف، بشكل مباشر وقانوني، وعبر وكيل لبناني عندما تجاوزت المساحة المسموح بها (3000 متر).

عقارات شرعية

حمد بن خليفة عبد الله العطية (قطري الجنسية) هو مالك العقارات التي تحمل أرقام 167-381-382-383-384 وتصل مساحتها الى 3000 متر. هنا تروي المصادر عبر "النشرة" قصّة هذه البلدة وشراء الاراضي من قبل القطري، لافتةً الى أن "بعضها اشتراه عبر شخص يحمل اسم توفيق اسطفان بحسب الإفادات العقارية التي حصلت عليها "النشرة" فيما البعض الآخر عبر يوسف شعيتاني". لم تنته القصّة عند هذا الحدّ فشهية القطري لشراء أراضي البلدة غير محدودة، فبحسب المصادر عينها "قام الاخير بموجب وكالة عامة سمح فيها لكريستيان قمير (لبناني يعمل لدى القطري) بأن ينوب عنه بالشراء أو البيع بإسمه أي عقار أو أي قسم مفرز عن أي عقار كان في أي منطقة عقارية في لبنان أو سوريا، وبالاستمرار بعملية شراء الاراضي التي لا تسمح له القوانين اللبنانية بتسجيلها بإسمه اذا تخطت مساحتها 3000 متر"، وتشير المصادر الى أن "بطاقة المعلومات عن الملكية العقارية والتي حصلت "النشرة" على نسخة منها تظهر أن العقارات التي تحمل أرقام (168- 173- 175- 183- 207- 371- 372- 373- 384- 375- 376- 377- 379- 380) والتي تبلغ مساحتها حوالي 60 ألف متر تعود ملكيتها لقمير وكيل الأمير القطري".

احتيال على القانون!

لم تتوقّف القضية عند حدود شراء الأراضي وتسجيلها مباشرةً بإسم حمد بن خليفة عبد الله العطية أو عبر كريستيان قمير. فالمصادر تكشف جانباً آخر من المسألة يظهر أسلوباً جديداً من عمليات البيع، مقدّمة مثالاً على ذلك العقار الذي يحمل رقم 174 وتعود ملكيته حتى الساعة لوداد نجيب أبو منصور (متوفية) قد تمّ بيعه بموجب عقد بيع ممسوح الى حمد بن خليفة بن عبدالله العبد الله العطيه عبر وكيله كريستيان قمير كما يظهر في عقد البيع المذكور، ولافتةً في نفس الوقت الى أن "هذه الأرض لا تزال بإسم وداد أبو منصور ولم تنقل ملكيتها الى الأمير القطري لأن القانون يمنع ذلك ولا حتى سجلت بإسم قمير حتى الساعة".

هذه ليست المسألة الوحيدة، فحين تغوص في البحث تجد عقارات وضعها شبيه لوضع عقار وداد أبو منصور وهي ستة، حصلت "النشرة" على افادات عقارية لاثنين منها وتحملان الرقم 342-344، لمالكها حسون نصر الدين بيعت للقطري ولكن لا تزال مسجّلة بإسم نصر الدين. "النشرة" حاولت الاتصال بالاخير الذي نفى بيعه أرضاً للقطريين، مؤكداً في نفس الوقت أنه "اشترى اراض من توفيق اسطفان وشيّد عليها فيلات باع منها واحدة لجميل الفحل بقيمة 125 الف دولار وفيلات أخرى لشخص من عائلة أبو زيد وآخرين من عائلة المناعي"، منكراً "بيعه أي أرض للقطريين".

إذاً إشترى حمد بن خليفة بن عبدالله العبد الله العطية المساحة المسموح بها قانونياً بالتعزانية ليستمرّ بعملية الشراء هذه عبر وكيل لبناني لمساحة تفوق الـ60 الف متراً تقريباً وللعقارات التي تحمل الارقام (168- 173-175-182-207-371-372-373-374-375-376-377-379-380)... فهل اكتفى بهذا القدر من الاراضي، ولماذا يشتري القطري كلّ هذه المساحات إذا كان لا يستطيع تسجيلها بإسمه وماذا سيفعل بها، وهل ستصبح التعزانية امارة قطرية على ارض لبنانية؟!