سرت معلومات في الفترة الاخيرة مفادها ان اسرائيل تستعد لشن عدوان على لبنان . ووفقا لتقارير ديبلوماسية وردت الى المسؤولين من نيويورك ومن واشنطن ان تلك المعلومات تسربت من اجتماع عقدته القيادة الدولية لقوات حفظ السلام في العالم في مقرها في مبنى الامم المتحدة في نيويورك منذ أسابيع خلت ، مفادها ان اسرائيل ستشن هجوما واسع النطاق ليس فقط على مواقع ومخازن الاسلحة الصاروخية لحزب الله ومنازل قادته ، بل على كل لبنان فيشمل المؤسسات الرسمية من مبان مدنية ومنشآت عسكرية ومحطات لتوليد الكهرباء ، وفقا للمعلومات المتوافرة لدى اجهزتها الاستخباراتية .

وافادت معلومات ديبلوماسية وردت الى بيروت ان ضباط القيادة تعاطوا مع المعلومات التي توافرت بجدية وطرحت عدة سيناريوهات ترمي الى حماية ضباط وجنود القوات الدولية آذاما نفّذ الجيش الاسرائيلي عدوانه برا وجوًا وبحرا على الدولة وعلى الحزب بقوة نارية صاخبة وفقا للاسلوب الذي يتبعه في حروبه على لبنان . لم يستقر الرأي على سيناريو واحد ، بل جرى عرض ومناقشة اكثر من تصور خطة لهجوم محتمل وما يجب اتخاذ من اجراءات وقائية لعناصر القبعات الزرقاء ، وفقا لاقتراب القصف الاسرائيلي من المواقع المتمترسة بها . الا ان المؤكد من تلك السيناريوهات اعتماد اُسلوب الاختباء والرصد وعدم استعمال السلاح المتوافر لديها الا في حال الدفاع عن النفس والابقاء على الرصد وإفادة القيادة بشكل دائم .

واشارت التقارير ان البعثات المعتمدة لدى المنظمة الدولية التقطت هذه المعلومات التي تعتبر خطيرة بالنسبة للدول المشاركة في اليونيفيل ،لانها تشكّل خطرا على الضباط والجنود التابعين لها وتوسع التداول بين عدد من بعثات الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائة لدى مجلس الامن .

وكشفت التقارير ان المعلومات التي تم التداول بها عن العدوان موثّقة ومستقاة من اجهزة عسكرية إسرائيلية . وورد فيها ان الاسرائيليين اطلعوا واشنطن على القرار بالعدوان . إلا ان المسؤولين الاميركيين أبلغوا رفضهم القاطع وبشكل جازم لأي هجوم على لبنان في الوقت الحاضر وان واشنطن تعارض بقوة اي عدوان ستأمر به حكومة بنيامين نتنياهو ولن تدعمه سياسيا في مجلس الامن ولا عسكريا كتذويد المقاتلات بالوقود في الأجواء او إرسال كميات من القنابل والصواريخ وسواه قد تحتاجه اثناء العمليات التي ستشنها .

ووفقا للتقارير ،ان المسؤولين في بيروت تبلغوا هذا الموقف الاميركي الجدي على أساس ان إدارة الرئيس دونالد ترامب مهتمة بمحاربة الارهاب في هذه المنطقة وعلى الاخص تنظيم الدولة الاسلامية وان هذا الموضوع اهم ّمن في الوقت الحاضر ويجب القضاء عليه نظرا الى إخطاره العابرة للقارات ، فيما جبهة الجنوب فِي نظر المسؤولين في البنتاغون يَرَوْن ان جبهة الجنوب هادئة في الوقت الحاضر ومنذ سنوات وسألت القيادة العسكرية الاسرائيلية لماذا تحريكها في هذا الوقت بالذات طالما ان مقاتلي حزب الله يلتقون مع الهدف الاميركي وهومقاتلىة الارهاب المتمثل بداعش وتنظيم النصرة وسواهما .؟ كما ان شن الهجوم على لبنان لن يكون نزهة وان صواريخ الحزب ستقصف أهدافا حيوية في الداخل الاسرائيلي مع لبنان ؟

وذكرت معلومات ديبلوماسية ان الوضع بين لبنان وإسرائيل بحثه المسؤولون العسكريون مع قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال اللقاءات التي اجراها في واشنطن خلال الاسبوع الماضي بعد مشاركته في اجتماع عسكري يومي الثلاثاء والاربعاء عقدا في العاصمة الاميركية وتأكد خلالها على عدم التشجيع العسكري الاميركي لأي هجوم عسكري اسرائيلي على لبنان .

واكدت مصادر واسعة الاطلاع ان القيادة العسكرية اللبنانية باقية على يقظتها ولا تطمئن للعدو وغدره لذا فهي ترصد باهتمام بالغ من خلال القيادة في الجنوب تحركات الجيش الاسرائيلي التي تنسّق مع قيادة اليونيفيل في الجنوب تحسبًا لأي خدعة يخبئهاالجيش الاسرائيلي بشن هجوم مفاجىء كعادته المتبعة في اعتداءاته على لبنان الاسرائيلي .

ولفتت المصادر الى ان إيضاحات قدمت تبلغها الجانب الاميركي أنهت الشك الذي ارتسم لديه من جراء ما ورد في تصريحات للرئيس ميشال عون عن حزب الله وأبدوا تفهما لما سمعوه من شرح لبناني في هذا الصدد .