لفت القائم بالأعمال في سفارة السعودية في بيروت ​وليد البخاري​ في كلمة له خلال زيارته جامعة الروح ​القدس​ – الكسليك إلى أنه "إذا كانت مرافئُ الحياةِ كثيرةً ومحطاتُها متنوعةً، فلا أجملَ من أن تقفَ في مِحراب العلم، لنتحدثَ عن ينبوعٍ من ينابيعِه الصافية، عراقةً تصقلُها خبرةٌ وحداثةٌ في سبيل رقي لبنانَ وإنسانه والارتقاء بأجياله المؤتمنة على مستقبل لبنان وروح حضارته، مسيرةٌ مضيئةٌ وهّاجةٌ هذه هي جامعةُ الكسليك، أُنشئت لتكونَ أيقونةَ علمٍ وشعلةً تتوهَّجُ في سماء الوطن لبنان".

وأكد أن "زيارتنا اليوم لهذا الصرحِ الأكاديمي والروحي العريق تعكسُ أهميةَ دورِ الدبلوماسية السعودية كرسالةٍ وطنيةٍ ومسؤولية دولية من أجل السلم والأمن الدوليين وما نريدُه اليوم هو البحثُ الدائمُ عن المساحات المشتركة في إطار بناءِ ثقافةِ السلامِ والتسامح التي هي صلبُ المسيحيّةِ والإسلام"، مشيراً إلى "أنني أقفُ بينكم ومشاعرُ الفخرِ والاعتزازِ تتنازعُني بالشّرف الذي أوليتموني إيَّاه في هذا الاستقبال الحار، من مؤسسة تربوية وروحية وعلمية، أُكرُّر الشكرَ الموصول لهذه الجامعةِ الشامخة التي انبثقت من إيمانِ الرَّهبانية اللبنانية المارونية بأن يكونَ للعلمِ مكانٌ يولدُ فيه ويُزهِّر".

من جهته، أعرب رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور ​جورج حبيقة​ عن سرور "الجامعة في استقبال هذا الوفد الرفيع من سفارة السعودية في لبنان"، مؤكدًا "أننا على يقين أن السعودية، في هذا الشرق الذي يختزن طبقات عديدة من ثقافات متنوعة والذي هو مهبط الوحي الالهي ضمن التراث الإبراهيمي، لها دورٌ ريادي، من جهة أولى، في ترميم صورة الإسلام بعدما تشوهت وتخدشت بقسوة على يد الأصوليين والتكفيريين، ومن جهة ثانية، في تلاقي الحضارات وتآلفها في الاختلاف المغني والمثري لثقافات البشرية المتنوعة، من خلال الآية القرآنية الشهيرة في سورة هود "لو شاء ربُّك لجعل الناسَ أُمَّةً واحدة".

وأكد "أننا جدُّ مسرورين بوصول جيل الشباب السعودي المثقف والمتفاعل مع الحداثة والانفتاح على الآخر المختلف، إلى مراكز القرار وإننا على ثقة راسخة بأن الإسلام الجديد والبهي سيولد على يدهم وسيعطون للسعودية، لما تختزن من رمزية كبيرة وموقع ريادي للمسلمين في جميع أصقاع العالم، قوةً تحديثية ليس فقط في التثاقف والانثقاف، ولكن أيضا وخاصة في طرائق تعليم أسس الإسلام الآتي من التراث الابراهيمي وتفسير الآيات القرآنية الكريمة على نحو انسجامي كامل مع تحديد جوهر الله المحبة والرحمة المطلقين في بسملة الفاتحة: "باسم الله الرحمن الرحيم". وبهذا الأسلوب التفسيري الصارم، قد تتمكن القيادات السعودية الشابّة من تجفيف مصادر الفكر التكفيري والانتحاري الذي يشكل خطرا كبيرا ليس فقط على غير المسلمين بل أيضا وبخاصة على المسلمين أنفسهم".