لم يمرّ البيان الذي أصدرته ​سوكلين​ عن إنتهاء موجباتها في المتن و​كسروان​ بـ13 أيار 2017 وتوقفها عن جمع ​النفايات​ وكنس الشوارع في هذين القضاءين مرور الكرام، فسكان المنطقتين لم ينسوا بعد الكارثة التي حلّت بهم لمدّة أشهر اثر اكتظاظ الشوارع بالنفايات، والسؤال اليوم: هل البديل عن سوكلين جاهز ليبدأ العمل فوراً أم أن مشهد الايام الماضية سيتكرّر من جديد؟!.

في 20 تموز الماضي افتتح مجلس الانماء والاعمار العروض المالية لمناقصة تلزيم أعمال جمع وكنس ونقل النفايات المنزلية الصلبة لقضاءي المتن وكسروان، وفاز إئتلاف شركة "رامكو" اللبنانية مع شركة "التاس يابي سان" التركية. وهنا تشير مصادر في سوكلين الى أن "البيان الذي أصدرته عن إنتهاء أعمالها في المتن وكسروان ليس مستغرباً لأن العقد معها ينتهي في هذا التاريخ"، لافتةً في نفس الوقت الى أن "مجلس الانماء والاعمار أجرى مناقصة في هذا الخصوص وفازت فيها شركة "رامكو" وبالتالي لم يعد الموضوع عندنا بل يجب التوجه بالسؤال الى الانماء والإعمار لمعرفة ما سيحصل يوم الأحد المقبل، وهل الشركة جاهزة للبدء بأعمال الكنس والجمع"؟.

"النشرة" حاولت الاتصال بنبيل الجسر الذي لم يتمكن من الاجابة لتواجده خارج البلاد، كذلك حاولت الاتصال بمجلس الانماء والاعمار ولم تلق جواباً.

للبلديات دور في هذا الموضوع، فهل باتت بدورها جاهزة لمثل هذه الأزمة في حال حصلت؟ وهنا يؤكّد رئيس بلدية جل الديب-بقنايا ريمون عطية لـ"النشرة" أنه "إجتمع منذ فترة وجيزة مع ممثلين عن شركة "رامكو" التي ستستلم الأعمال بدلاً عن سوكلين والتّي أكّدت على جهوزيتها، ولكن لا نعرف بعد التوقيت"، متمنياً أن "تبدأ هذه الشركة أعمالها في أقرب وقت والا فنحن أمام كارثة حقيقية لأنه في يومين أو ثلاثة من عدم جمع النفايات تمتلئ الشوارع، فكيف بأكثر"؟!، ومشدداً في نفس الوقت على أن "لا بدائل مطروحة لدينا حتى الساعة وننتظر ما سيصدر عن الدولة وما ستقرره". كذلك حاولت "النشرة" الاتصال برئيس بلدية الجديدة -البوشرية-السد أنطوان جبارة فكان خطه مقفلاً ولم تتمكن من التحدث مع رئيس بلديات انطلياس ايلي أبو جودة.

المشكلة التي تعانيها معظم بلديات المتن غير موجودة مثلا لدى بلدية بسكنتا، اذ وبحسب مصادرها "أوقفت التعامل مع سوكلين منذ أكثر من سنة وقد استقدمت شركة FH Service التي يملكها انطوان رياشي لجمع النفايات"، لافتة الى أنها "بدأت مشروع الفرز من المصدر وازالة كل المستوعبات من البلدة على أن يقوم عمال البلدية بجمع النفايات من المنازل ورمي النفايات العضوية في قطعة ارض خارج البلدة وتباع العوادم لشركات خاصة".

حال قضاء كسروان ليس أفضل من قضاء المتن، اذ يشير رئيس بلدية غزير شارل حداد في اتصال مع "النشرة"، الى "أننا على علم بوجود شركة بديلة عن سوكلين ولكن حتى الساعة لم يتحدث معنا أحد حول تاريخ بدء الاعمال"، معتبرا أن هناك مشكلة كبيرة مقبلة في حال دخلنا في فترة انتقالية بين سوكلين ورامكو.

في المحصلة يقف قضاءي المتن وكسروان أمام أزمة نفايات جديدة تلوح في الأفق... فهل ينتظرنا الصيف بروائحه العابقة بأريج النفايات التي قد تملأ الشوارع؟!.