لفتت صحيفة "الراية" القطرية إلى ان "تحذير اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن شح الطاقة والنقص الحاد للوقود في غزة وصل إلى مستوى حرج ما يهدّد توفير خدمات أساسية بما فيها الرعاية الصحيّة ومُعالجة مياه الصرف الصحي وإمدادات المياه النقية، يدق ناقوس الخطر ويضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية إما إنقاذ أهالي القطاع أو تركهم يواجهون الكارثة وحدهم، فأزمة الطاقة والتيار الكهربائي تضاف إلى أزمات معقّدة ومتلاحقة تعصف بالقطاع وتنذر بحالة انهيار كامل في الخدمات وستقذف بأكثر من مليون وأربعمئة ألف فلسطيني إلى أتون المجهول، فالتيار الكهربائي لا يصل إلى سكان غزة في أفضل الحالات إلا لنحو 6 ساعات فقط يومياً، الأمر الذي انعكس سلباً على جميع جوانب الحياة بسبب هذه الأزمة ويوشك أن يَحدُث انهيار شامل للبنية التحتية والاقتصاد المتهالك في القطاع المُحاصر".

وأشارت إلى ان "أزمة الطاقة ليست إلا رأس جبل الجليد فوزارة الصحة أطلقت يوم أمس الأول تحذيراً خطيراً من نقص كبير طال 35 في المئة من الأدوية الأساسية والتخصّصية لاسيما 90 في المئة من أدوية السرطان وغياب 40 في المئة من المستهلكات الطبية الهامة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي للقطاع، فما يتعرّض له القطاع هو قرصنة واختطاف لحقوق الشعب الفلسطيني في الحصول على العلاج، الأمر الذي يتطلب موقفاً دولياً حازماً يضمن حماية واستقرار الخدمات الصحيّة التي تتربّص بها الأزمات المركبة للقطاع من كل جانب، فالقطاع الصحيّ في غزة قارب على الإصابة بالشلل الكامل، فقد تأثرت بالأزمة، كما أكدت وزارة الصحة، حوالي 40 غرفة عمليات و11 غرفة عمليات للولادة القيصرية و117 جهاز غسيل دم لمرضى الفشل الكلوي، يتوجّه لها 650 مريضاً 3 مرات أسبوعياً".

وأفادت أن "الحصار الإسرائيلي الخانق على غزة والمستمر منذ عام 2006 حوّل القطاع إلى سجن كبير، فغزة التي واجهت 3 حروب عدوانية إسرائيلية دُمّرت فيها كل مناحي الحياة وسط تبلّد المشاعر من المجتمع الدولي الذي وقف متفرّجاً على ما يواجهه، فبعد كل هذه السنوات أما آن لهذا القيد الظالم أن ينكسر ويتنفّس أهالي غزة عبير الحريّة، فالشعب الفلسطيني الذي يخوض المعارك الشرسة مع الاحتلال الإسرائيلي في شتى الميادين السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية ينتظر من المجتمع الدولي صحوة ضمير تنتصر لحقوق الشعب الفلسطيني وترفع الحصار الظالم عن كاهل غزة".