وافق مجلس الوزراء على تلبية رئيسه سعد الحريري دعوة السعودية له لتمثيل لبنان في القمة الاميركية -العربية -الاسلامية التي دعت اليها المملكة وأهميتها تكمن "في تعزير الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية الراسخة والعميقة والتعاون السياسي والثقافي البنّاء، فضلا عن توحيد الرؤى نحو محاربة الإرهاب. "

ستعقد هذه القمة بعد غد الاحد في الرياض الى جانب قمتين الاولى :اميركية -سعودية الثانية اميركية مع دول مجلس التعاون الخليجي والثالثة اميركية - عربية -إسلامية .

ناقش مجلس الوزراء في جلسته الاربعاء الماضي الدعوة الرسمية التي تلقاها الحريري وليس رئيس الجمهورية ميشال عون كما يجب ان تكون عليه كون الدعوة للقمة تعقد لقادة الدول من رؤساء جمهوريات وملوك وأمراء وليس لرئيس حكومة الذي يمكن ان يمثل لبنان في حال لم يشأ رئيس البلاد ان يحضرها لسبب معين . قيل الكثير عن الغاية السعودية من توجيه الدعوة الى الحريري بدلا من عون المهم ان الرئيسين تجاوزا الجهة التي توجهت اليها الدعوة ، فاتفقا على تشكيل وفد رسمي برئاسة الحريري وعضوية وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل والداخلية والبلديات نهاد المشنوق والاعلام ملحم الرياشي . وسيتوجه الوفد غدا السبت الى الرياض .

ناقش عدد من الوزراء الهدف من الدعوة وذلك خلال جلسة الاربعاء الماضي . حذّر اكثر من وزير لا سيما غير المؤيد للسياسة السعودية من اي موقف تصعيدي ستتخذه القمة، يتناول حزب الله الذي تضعه الولايات المتحدة الاميركية ودول مجلس التعاون الخليجي على لائحة المنظمات الارهابية او اي موضوع يؤدي الى انقسامات داخلية وفِي طليعة المحذرين وزير الدولة علي قانصو . وطمأن الحريري المشككين انه ضنين بالحفاظ على وحدة الصف الداخلي قبل اي وزير يثير هذا الموضوع . وتجدر الاشارة ان وزير الاعلام ملحم الرياشي لم يشر في تصريحه الاخير الى موافقة المجلس على تمثيل الحريري في قمة الرياض .

ومن الثابت ان هذه القمة هي الاولى من نوعها التي ستعقد بين رئيس أميركي وقادة دول عربية واسلامية .

ومما يلفت ان زيارة ترامب هي الاولى له منذ ان تسلم مهامه في البيت الأبيض . فما الغرض من انعقاد هذه القمة ؟ ولماذا اعتمدت السعودية هذا الأسلوب باستضافتها ؟

وفقا لما توافر من معلومات ديبلوماسية وردت الى بيروت أن رؤساء وأمراء وملوك كل من مصر وتركيا والكويت وقطر والبحرين وعُمان واليمن وإندونيسيا والأردن والمغرب وأذربيجان وتونس والعراق ورئيس السلطة الفلسطينية ورؤساء وزراء كل من لبنان وماليزيا وبنغلادش وافقوا على حضور القمة الاميركية العربية والإسلامية التي ستعقد جلسة واحدة تبدأ قبل ظهر الاحد ولغاية الساعة الخامسة من بعد الظهر . كما ان هناك قمة اميركية مع دول مجلس التعاون الخليجي ستعقد على حدا .

حدّد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الغرض من انعقاد هذه القمة ،فقال : إن زيارة ترامب ستسهم في "تعزيز وتوطيد العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في العديد من المجالات، وأوجه التعاون بينهما حول مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية بما يعزز الأمن والاستقرار العالمي."

وقد أعرب سلمان عن أمله في أن "تؤسس هذه القمة التاريخية لشراكة جديدة في مواجهة التطرف والإرهاب ونشر قيم التسامح والتعايش المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار والتعاون خدمة لحاضر ومستقبل شعوبنا."

ويرى اكثر من خبير في الشأن السعودي سألته عما تريده السعودية من التظاهرة العربية والإسلامية التي دعت اليها لملاقاة الرئيس الاميركي فكان الجواب المشترك "ان الرياض تريد من هذه القمة توجيه رسالة قوية الى ايران بان الرئيس ترامب يقف الى جانبها وليس كسلفه باراك اوباما الذي عالج ديبلوماسيا الانتاج النووي الايراني ونتج عنه فوائد عديدة لاعادة ملايين الدولارات لإيران وأفسح في المجال امام الكثير من الشركات الأجنبية الى ألتوظيف والاستثمار في حقول منوعة في ايران . "

اما في الشكل فأراد سلمان من دعوته 18 دولة الى هذه القمة إظهار وقوفها الى جانبها وانها تدور في فلكها والمؤيدة لاميركا في معظم مواقفها .