يصل الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ الى الرياض يوم غد السبت في العشرين من الجاري في زيارة رسمية، يغادر بعدها الى اسرائيل ومن ثم الى الفاتيكان وإيطاليا في اول اطلالة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الاميركيّة خلفا للرئيس باراك اوباما.

في هذا السياق، اشارت مصادر دبلوماسية عربية الى ان نشاط ترامب في المملكة العربية السعوديّة سينحصر في ثلاث قمم، وهي: قمة اميركيّة-سعودية، وقمة اميركيّة-خليجية، وقمة اميركيّة إسلامية-عربيّة يشارك فيها لبنان بشخص رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ يرافقه وزيرا الخارجية جبران باسيل والإعلام ملحم الرياشي. وتوقعت هذه المصادر ان يعلن ترامب خلال القمة الاميركيّة-السعودية عن أضخم صفقة سلاح مع السعودية، في تاريخ ​الولايات المتحدة​ الاميركيّة تتراوح بين 98 و128 مليار دولار، ويمكن ان تصل الى حوالي 350 مليارا خلال السنوات المقبلة.

كما ستتناول المحادثات وبحسب المصادر، الوضع في اليمن، حيث ترى واشنطن ان الحل العسكري في هذا النزاع بات أمرًا صعبًا ومعقدًا وان ترامب سيسعى لمعرفة توجهات ومطالب الرياض للعمل على حل الازمة سياسيا، كما ان محادثاته مع العاهل السعودي وكبار المسؤولين ستتطرق الى سبل مكافحة الاٍرهاب والمجموعات الدينية المتطرفة.

ورأت هذه المصادر، ان القمة الاميركيّة - الخليجية ستبحث أيضًا سبل التعاون والعلاقات الثنائية بين هذه الدول والولايات المتحدة الاميركيّة وسبل التصدي للتحركات الإيرانية في المنطقة.

اما في القمة الاميركيية - الاسلامية – العربية، فتوقعت هذه المصادر ان يقترح ترامب على المجتمعين تشكيل جبهة عسكرية على غرار الناتو تسمى "الناتو العربي"، مهمتها محاربة الاٍرهاب ومراقبة النشاط الإيراني في المنطقة.

وتعتقد المصادر نفسها انه في حال وافقت الدول المشاركة في هذه القمة على فكرة انشاء "ناتو عربي" فإنّ مسؤولين أميركيين يعتقدون ان واشنطن ستركز اهتماماتها الامنية على مثل هذا الحلف، لأنّه في حال تشكيله من المتوقع أن يخلق فرص عمل في الولايات المتحدة وتعزيز عمل شركات الاسلحة التي ستتولى تأمين المتطلبات والعتاد اللازم لهذا الحلف.

واشارت هذه المصادر الى ان فكرة قيام "ناتو عربي" ليست بجديدة فقد تم التطرق اليها عام 2015 وكانت لحظت مشاركة حوالي 40 الف جندي من السعودية ومصر والأردن والمغرب والسودان، تمولها دول الخليج، وتكون تركيبتها العسكرية مشابهة لتركيبة حلف الناتو. ولكن الخلافات الإقليمية في حينه حالت دون تحقيق هذه الفكرة، وهذا الاحتمال لا يزال واردا اليوم ايضا.

اما في ما يتعلّق بلبنان وهو الدولة غير المنضمة الى الخليج لا جغرافياً ولا سياسياً، فقالت مصادر وزارية انه ليس ولن يكون طرفا في اي تحرك من هذا القبيل، اما في ما يتعلق بالامور الاخرى فان الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها سعد الحريري ستنأى بنفسها، وستتحفظ اذا ما تم التعرض لحزب الله بالاسم ووصفه كمنظمة ارهابية، اما في ما خَص بالنسبة لايران فسيرى الوفد اللبناني حجم الهجوم او الإجراءات التي يمكن ان يتخذها المجتمعون حيالها كي يبني على الشيء مقتضاه.

ولاحظت المصادر ان البعض ادرج عدم دعوة رئيس الجمهورية الى تراجع في الحماسة السعودية التي كانت قد ظهرت خلال وبعد زيارة رئيس الجمهورية للرياض، وعدم تعيين سفير لها في بيروت بعد الوعود الرسمية السعودية في هذا السياق.

واشارت المصادر الى ان القائم بالاعمال السعودي في لبنان يستثني قصر بعبدا من نشاطاته وتحركاته السياسية التي يقوم بها، كما ان الجانب السعودي يتفادى رئيس الجمهورية من الاتصالات الدولية التي يجريها، بالرغم من ان عون لم يتجاهل المملكة وان اول زيارة خارجية له كانت الى الرياض، وهذا موضع استغراب، خاصة وان المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية في ما خَص المقاومة في مواجهة اسرائيل لم تكن مفاجئة للسعودية بل كان مسؤولوها في اجواء هذا الامر، وخصوصاً بالنسبة الى التأكيد على عدم استعمال الحزب هذا السلاح في الداخل وهذا ما تم تنفيذه.