اعتبر مدير المركز الكاثولكي للإعلام الأب ​عبدو أبو كسم​ أن تنظيم "داعش" الارهابي يستهدف أقباط مصر بشكل خاص كون أعدادهم هي الأكبر مقارنة بأعداد المسيحيين في باقي الدول العربية، لافتا الى ان ما بين 11 و12 مليون قطبي يشكلون عبئا على التنظيمات الاسلاميّة المتشددة وهدفا لها، خصوصا وأن ما تسعى اليه ان تكون الارض حيث هي ذات طابع اسلامي بحت.

واستبعد أبو كسم في حديث لـ"النشرة" ان يكون هناك مخطط دولي يهدف الى استئصال الأقباط من مصر، لافتا الى ان المسيحيين في المنطقة العربية ككل لا يشكّلون مصدر قلق للدول التي يعيشون فيها ليتم وضع خطط لتهجيرهم واستئصالهم. واضاف: "الأرجح ان الأمر يقتصر على بعض من يحمل الأفكار المتطرفة ويرفض ان يكون في بلده مسيحيون، لذلك نحن نصلي كي ينير الرب عقول هؤلاء ويضع السلام في قلوبهم".

لحماية الوجود المسيحي

وأثنى أبو كسم على تعاطي الدولة المصرية بمسؤولية مع الأحداث الأخيرة وآخرها حادثة الحافلة في المنيا، مشددا على أن مصر "مطالبة بحماية الوجود المسيحي كما وجود كل مكونات الشعب المصري". ورأى أنّ "الارهاب لا يعصف بمصر وحدها بل يضرب منطقتنا والعالم ككل، ونحن ننظر بعين القلق لما يحصل، باعتبار ان موجة التطرف باتت تطال دول العالم أجمع".

وعبّر أبو كسم عن أمله في ان يكون لبنان بمنأى عمّا يحصل في محيطه، لافتا ردا على سؤال ان بلدة عرسال لبنانية عريقة وما يحصل فيها يعنينا جميعا. وقال: "اتكالنا على أجهزة الدولة لتجنيبنا نيران المحيط الساخن وبعض تداعيات ما يحصل حولنا، لا سيّما وان العمليات الاستباقية التي تنفذها مختلف الأجهزة من جيش وقوى أمن داخلي وأمن العام وجمارك وأمن دولة وغيرها من الأجهزة، أظهرت فعاليتها بافشال المخططات الارهابية قبل حصولها".

مناصفة ونسبية

وتطرق أبو كسم للتطورات السياسية في لبنان وبالتحديد لموضوع ​قانون الانتخاب​، لافتا الى ان الجو العام في الايام القليلة الماضية مطمئن، ويُظهر اننا نتجه لتفاهم على قانون جديد تجري على أساسه الانتخابات النيابية. وقال: "يبدو ان القانون الذي يتم التداول به مقبول من أغلبية القوى السياسية، وهذه المرة، بخلاف المرات السابقة يمكن الحديث عن مسعى جدي للتوافق".

وشدّد أبو كسم على وجوب الخروج من المأزق الذي نحن فيه بأسرع وقت ممكن من خلال المحافظة على الميثاقية والمناصفة، مشيرا الى ان النسبية ممكن ان تتماشى مع مبدأ المناصفة. وأضاف: "ما نطمح اليه هو قانون يجعل كل لبناني يشعر ان صوته ذات قيمة".