على مدى الشهرين السابقين، كانت قيادة الحزب "الديمقراطي اللبناني" تفضل عدم التعليق على ما يثار في وسائل الإعلام عن أزمة داخلية في الحزب ناتجة عن إستقالة بعض الأعضاء فيه، من دائرة راشيا وصولاً إلى عضو المجلس السياسي في الحزب عماد العماد ومؤخراً مفوض عام الكشاف صلاح الغريب، بالرغم من عدم نفيها حصول هذه الإستقالات.

بالنسبة إلى قيادة "الديمقراطي" هناك تضخيم لما حصل من قبل البعض، لا سيما مع وجود جهات سياسية، معروفة من قبلها، تعمل للتركيز على هذا الأمر، الذي من الممكن أن يحصل في أي مؤسسة سواء كانت حزبية أو غير حزبية، والدليل ما حصل في بعض الأحزاب اللبنانية التاريخية في الفترة السابقة.

في هذا السياق، تشير مصادر قيادية في الحزب، عبر "النشرة"، إلى أنه في الأصل ليس هناك ما يسمى إستقالات في النظام الداخلي، لكنها توضح أن هذا لا يلغي أن من يريد من الأعضاء له الحق في تجميد عمله الحزبي، وتضيف ان "الحزب ديمقراطي ولا أحد يجبر أي شخص على العمل إذا كان لا يريد ذلك"، وبالتالي أي إستقالة تبقى في الإطار الإعلامي، لا سيما أنها حتى الآن لم تستلم أي شيء خطي من الأشخاص الذين ورد ذكر أسماءهم في وسائل الإعلام.

وتشدد هذه المصادر على أن كل الإستقالات لا تشكل أي صدمة بالنسبة لقيادة الحزب، خصوصاً أنه أمر طبيعي، وتؤكد بأن ليس هناك ما يؤثر على مسيرة "الديمقراطي اللبناني" مهما كانت مستوى المسؤولية التي يتولاها الشخص الذي يقرر تجميد عمله، لا سيما أن الحزب يضم الآلاف من الأعضاء.

من وجهة نظر هذه المصادر، هناك من هو مزعوج من التقدم الملحوظ على مستوى الحزب، لا سيما بالنسبة لحركة رئيسه وزير المهجرين النائب ​طلال أرسلان​ بما يخص المشاورات القائمة حول قانون الإنتخاب، بالإضافة إلى قدرته على تحريك ملف المهجرين في الوزارة بعد أن ظن الكثيرون بأن لا أهمية لها على مستوى العمل الإجتماعي، وتقول: "اليوم نتلقى التنويه على الجهود التي نقوم بها من ألد أخصامنا السياسيين".

على هذا الصعيد، يشدد مدير الاعلام في الحزب جاد حيدر، في حديث لـ"النشرة"، على أن "الديمقراطي" يكن كل الإحترام لكل الأعضاء الذين أعلنوا عن تجميد عملهم، لكنه يؤكد بأن أي إستقالة لا يمكن أن تؤثر على مسيرة الحزب المستمرة منذ سنوات والتي هي امتداد لتاريخ الدوحة الأرسلانية، ويضيف: "حتى ولو قررت أنا على المستوى الشخصي تجميد عملي فإن هذا لن يكون له أي تأثير على العمل الحزبي، وكذلك الأمر إن قرر غيري من الرفاق... أيّ كان".

ويوضح حيدر أن أحد أبرز الأسباب الرئيسية لبعض الإستقالات هو عدم تقبل المستقيلين فكرة تطوير العمل الحزبي، أو تسليم المهام لقيادات أخرى بعد أن كانوا في مواقعهم لسنوات، ويشدد على أن عضو المجلس السياسي عماد العماد لم يقرر تجميد عمله الحزبي بسبب وجود خلاف مع قيادة الحزب، ويضيف: "أوضاع الديمقراطي اللبناني في أحسن حال ولا شيء يدعونا إلى القلق، خصوصاً أن مسيرة العمل مستمرة".

بالنسبة إلى ما يثار حول العلاقة مع شيخ العقل نصر الدين الغريب، لناحية ما قيل عن "تجفيف" ميزانيته أخيراً، يسخر حيدر من هذا الكلام، ويؤكد بأن ما يجمع الوزير أرسلان بالشيخ الغريب أعمق بكثير من هذه القشور، ويتابع: "جوهره وقيمته في نظرنا والدور الذي لعبه عبر التاريخ أكبر من أن يتم تسخيفه بهذا الشكل"، ويؤكد بأن الحزب لن يرد على هذا الموضوع بالذات إحتراماً لمكانة شيخ العقل ودوره.

في المحصلة، تجزم قيادة "الديمقراطي" بأن هناك من يقف وراء كل الحملة التي تشن ضده، على خلفية الإستقالات التي تؤكد بأنها تحصل في أي مؤسسة حزبية، وتشير إلى أن هذا الأمر ليس بالخفي عنها.