لم يعد اسم ابو مالك التلة يرفرف في سماء ​جرود عرسال​ لكنه بقي يتردد على السنة الموقوفين باحداث عديدة منها السيارات المفخخة التي كانت تنقل الى لبنان بعد تجهيزها بالمتفجرات والانتحاريين ولكن الاغرب هو نقل 4 فتيات ​روسيا​ت الى مناطق سيطرة «النصرة» و«داعش» .

فهل الامر مرتبط بعملية الانتقام من القيصر الروسي فلاديمير بوتين الذي تحلق طائراته فوق مراكز التنظيمين لتقصف امداداتهم ومواقعهم ام لاهداف اخرى .

ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول قضية الفتيات الروسية كان لا بد من سماع افادة المتهمين في هذه القضية والذين تمت محاكمتهم سابقاً بتهمة الخطف لكنهم البارحة مثلوا امام قوس المحكمة العسكرية الدائمة بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح وتفخيخ سيارات ومن ثم القيام بادخالها الى لبنان حيث تم ضبط احداها مع المدعى عليه احمد خالد الحجيري والذي كان يقوم ايضاً بالاتجار بالسيارات والاسلحة الحربية وبيعها للتنظيمات الارهابية فضلاً عن المشاركة في الهجوم المسلح على حواجز الجيش في عرسال يوم 2-8-2014 وفق ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية وقد تم الادعاء ايضاً على السوريين يحي الحمد، سلطان خلوف، ابو مالك التلة، وعمر ابراهيم صالح (الملقب بابو الفاروق) واللبنانيين علاء عبد المحسن الحجيري وعمر سعيد غدادة وكانت المحكمة قد سبق لها ان استجوبت المتهمين احمد وعلاء وعمر وقررت آنذاك استدعاء احد الشهود لاستكمال الاستجواب لكن الشاهد لم يحضر فاستكمل رئيس المحكمة العميد حسين عبد الله استجواب هؤلاء كون باقي المتهمين يحاكمون بالصورة الغيابية.

تقدم احمد من قوس المحكمة بحضور وكيلته المحامية جوسلين الراعي فتوجه رئيس المحكمة اليه بالسؤال الاول الذي يتعلق بسيارة «الكيا» المفخخة والتي ضبطت لديه وهي تحمل لوحة سورية، فكانت اجابة احمد انه لا يعلم شيئاً عنها انما ضبطت قرب منزله وهي تعود لشخص يدعى يحي الحمد وكان من المقرر ان تسلم الى مخابرات الجيش ليتم تنظيف سجله من تهمة المشاركة في حادثة وادي الرعيان التي لم يعلم حينها ان الاشتبكات كانت ضد الجيش اللبناني فهو ذهب بعد ان وصلتهم معلومات تؤكد هجوم عدد من المسلحين على المنطقة وهو عندما وصل في نهاية المعركة، يكمل احمد اعترافه لم ير ، سوى عدد من المدنيين المسلحين وهو فعلاً شاهد آليتين عسكريتين ولكنه ظن انهما تابعتان لـ «حزب الله» لا سيما وان الشيخ «ابو طاقية» طلب منهم الذهاب الى المكان خوفاً من الهجوم عليهم وبعد ان علم فيما بعد انهم عناصر الجيش قرر ان يطلب المساعدة من قريبه في المخابرات.

وقد سرد احمد قضية عمله في تجارة السيارات داخل عرسال وسوريا سيارات الرباعية الدفع التي تلاءم المنطقة الجردية ولم يكن هناك تواجد لداعش او «النصرة» آنذاك وقد وصل عدد «البيك آب» التي باعها الى حوالى 20 سيارة.

وبالنسبة لتواصله مع «ابو مالك التلة» لم تبدو على احمد علامات الخوف من هذا الامر لانه اعتبر ان الامر حصل بتنسيق مع عنصر المخابرات الذي تربطه به صلة قرابة حيث قصد الجرد في المرة الاولى وصادف هناك «ابو طاقية» والتقى «ابو مالك التلة» الذي سأله عن الاشخاص الذين قاموا بتسليم حسين الحجيري والشيخ عمر الاطرش لمخابرات الجيش وفي المرة الثانية عرض عليه نقل سيارات مفخخة من عرسال الى بعلبك لكنه رفض الامر الا ان عنصر المخابرات طلب منه احضار السيارة كما اكد احمد على ما ورد في افادته لناحية رؤيته اثنين من عناصر قوى الامن الداخلي المحتجزين لدى «النصرة»

الا ان رئيس المحكمة سأله عن عدم خوفه من الصعود الى الجرود ولقاء «ابو مالك التلة» وهو الذي تم حجزه سابقاً لديهم، الا ان احمد اصر الى انه قام بالامر لتبرئة ساحته مما نسب اليه وبعد ان زارالجرود مرة اخرى برفقة سلطان خلوف طلبوا منه نقل السيارة مع احد الانتحاريين اخبر قريبه بذلك .

اما عمر سعيد غداجة الملقب بعمر تومللي فقد اكد واقعة وجود فتيات روسيات ولكن في الملهى الذي كان فيه ولم يعلم بما حصل فيما بعد مؤكداً ان المال الذي اعطاه اياه خاله علاء والذي بلغت قيمته 5 الاف دولار هو مجرد تصفية حساب كونه يعمل معه في المنشرة وليس لقاء تسليمهم ل3 مسلحين من الارهابيين بهدف المتعة.

وبالانتقال الى خال عمر علاء الحجيري فقد اكد في اعترافاته انه اصطحب الفتيات الروسيات من احد الملاهي في زحلة ولم يخطفهم ولكن عند وصولهم الى عرسال حضر تم خطفهم مع الفتيات من قبل 4 سوريين وهم احمد بكر، ابو عويد وشقيقه ابو ابراهيم حيث تم نقلهم الى قارة السورية وقد نفى علاء قيامه بعملية الخطف التي تمت محاكمته فيها حيث انزلت به عقوبة 10 سنوات حبس وبعد اصرار من قبل علاء وحمد على عدم علاقتهما بقضية السيارات المفخخة اصرت وكيلة الموقوف احمد على سماع افادة الشاهد فتقرر دعوته مرة اخرى وارجئت الجلسة الى 18-7-2017 .