نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر عدة أنها لا تخفي "قلق روما من التطوّرات في المشرق على مستقبل المسيحيين المشرقيين، في ظلّ انتشار التطرّف وإعادة رسم الخرائط في الشرق، وما يتعرّض له المسيحيون في المنطقة، ما دفعها إلى قبول استقالة البطريرك ​غريغوريوس الثالث لحام​، والتوجّه للانتخاب لاختيار بديلٍ، يستطيع لملمة أواصر الكنيسة الممزّقة والإسهام في حماية أبناء رعيّتها".

ولفتت الصحيفة الى أنه في الأيام الماضية، ظهرت إلى العلن أسماء أربعة مطارنة يتنافسون على كرسي البطريركية الكاثوليكية، هم: مطران صيدا ودير القمر وتوابعهما إيلي حداد (من الرهبنة المخلصية)، النائب العام البطريركي في دمشق المطران جوزف العبسي (من الرهبنة البولسية)، مطران حلب وسلوقية وقورش وتوابعهما جان جانبارت (أبرشي)، ومطران الفرزل وزحلة والبقاع ​عصام درويش​ (الرهبنة المخلصية). ويوم أمس، دخل مطران حمص ويبرود وتوابعهما عبدو عربش (من الرهبنة الشويرية) على خطّ التنافس.

وأوضحت أنه بحسب النظام، فإن المطران الأوفر حظّاً هو الذي يحوز ثلثي عدد الحاضرين حتى خمس جلسات، أي على عشرين صوتاً في الظرف الحالي من أصل 30، بينهم لحّام. ومن المفترض أن تبدأ اليوم الجلسات الانتخابية، لتعقد كلّ يوم جلستان صباحية ومسائية، في انتظار أن يحوز المرشّح الثلثين. وإذا عجز المرشّحون عن الحصول خلال الجلسات الخمس الأولى على ثلثي الأصوات، فإن من يحوز النصف زائداً واحداً في الجلسة السادسة، أي 16 صوتاً، يتربّع على كرسي البطريركية. وفي حال انسحاب لحّام اليوم من الجلسات مع بدء التصويت، على ما يرجّح أكثر من مصدر، يصبح لزوم الفوز في الدورة السادسة 15 صوتاً مساء الخميس.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر للصحيفة أنه "حتى الآن، لا يملك أي من المطارنة ثلثي الأصوات، والمنافسة على أشدّها"، مرجّحةً في "حال الاختلاف الكبير ممارسة الفاتيكان ضغوطاً لاختيار البديل من دون مماطلة".

واستبعدت المصادر أن تكون حظوظ المطران إيلي حداد قويّة، أوّلاً بسبب انقسام أصوات الرهبنة المخلصيّة بين حداد ودرويش، وثانياً لكون الفاتيكان "يفضّل أن يكون البطريرك سوريّاً، لما للكنيسة من دورٍ في دمشق، ولما يتعرّض له المسيحيون السوريون وحاجة روما إلى بطريرك خَبِر الواقع السوري وتداعياته على أبناء الرعيّة، واقتناع الفاتيكان بأن البطريرك اللبناني هو بطريرك الموارنة وليس بطريرك الكاثوليك".

من جهة ثانية، تدور أحاديث في أروقة الكنيسة، عن لعب الوزير ​ميشال فرعون​ دوراً سلبياً في دعم حدّاد وتغذية عصبية "سورية ــ لبنانية"، بهدف "القبض على قرار الطائفة ونقل الثقل الكاثوليكي في لبنان من زحلة إلى الأشرفية، مستغلّاً ضعف الشخصيات الكاثوليكية السياسية اللبنانية بعد غياب الوزير الراحل الياس سكاف". إلّا أن مصادر كنسية أكدت لـ"الأخبار" أنه "لا مكان لمثل هذه العصبيات في الكنيسة الكاثوليكية، والجميع هم أبناء رعية واحدة، لبنانيين أو سوريين أو فلسطينيين".