اشار وزير الاقتصاد والتجارة ​رائد خوري​ الى ان التطورات الداخلية ترسم صورة واعدة للاقتصاد الوطني بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة ​سعد الحريري​، وذلك في ضوء التعاون الإيجابي والجدي ما بين الرئيسين وفريقي عملهما، مما أنتج دفعا لعدد كبير من المشاريع التي كانت مجمدة منذ فترة طويلة، ومنها: ​الموازنة​ العامة، القوانين الخاصة بقطاع ​النفط​ والغاز، ومؤخرا ​القانون الانتخابي​ الجديد المبني على أساس النسبية والذي يعد بتجديد جذري للمؤسسات السياسية".

وخلال اطلاق عمل شركة "سيغنا" العالمية للتأمين في السوق اللبنانية، اكد ان "هذه التطورات السياسية الإيجابية تساعد الاقتصاد الوطني على الثبات في وجه التحديات الإقليمية. إن هذا الثبات كان ولا يزال من مميزات ​الاقتصاد اللبناني​. على الرغم من كافة التحديات، تجاوزت الودائع في ​القطاع المصرفي​ 160 مليار دولار أميركي حيث أن نسبة الودائع للناتج المحلي هي من الأعلى عالميا. إن نسبة السيولة العالية في الاقتصاد الوطني والقدرات الاستثنائية للمغتربين اللبنانيين تمنح لبنان فرصة ذهبية لتمويل خطة اقتصادية جدية. كما أن الحل المتوقع للأزمة السورية وآفاق ورشة إعادة الإعمار ستضع فرصا عديدة في متناول مختلف القطاعات الاقتصادية اللبنانية ومنها قطاع الخدمات المالية. وسيكون للمستثمرين المتمركزين في لبنان أفضلية في هذا المجال من خلال معرفتهم لواقع منطقة المشرق وما تتميز به من ديناميكية وتاريخ خاصة بها، وسوف يكون لهم جهوزية للاستفادة من هذه الآفاق".

وتابع: "إن الحكومة برئاسة الرئيس عون والحريري جدية للغاية لتحديد دور لبنان الاقتصادي وإطلاق المشاريع الحيوية لتحفيز النمو وخلق فرص العمل. ويأتي اجتماعنا اليوم في هذا السياق حيث أن إحدى أولوياتنا هي تحفيز الاستثمارات الأجنبية في كافة القطاعات الاقتصادية لا سيما منها القطاع المالي، ونتطلع إلى أن يكون للاستثمار الذي تطلقه شركة سيغنا قيمة مضافة للاقتصاد المحلي ولقطاع التأمين على وجه الخصوص. كما أن لدينا خطة واعدة لقطاع التأمين في لبنان. إن فريق عمل لجنة مراقبة هيئات الضمان برئاسة السيدة نادين حبال يقوم بجهود استثنائية لتطوير القطاع نحو الأفضل، ولهم في هذا المجال كامل الاهتمام والدعم. بداية، وانطلاقا من إيماننا بمنافع الحوكمة الرشيدة، سوف نعمد إلى إعطاء اللجنة مزيدا من الاستقلالية في الشكل والمضمون. كما أن الخطة تقضي بتوفير البنية التحتية اللازمة والإطار القانوني المناسب والحوافز الكافية لتمكين قطاع التأمين من النمو من 1,5 إلى 4,5 مليار دولار أميركي خلال السنوات المقبلة. وسيتم تحقيق هذا النمو من خلال: توسيع رقعة التأمين لتشمل مخاطر جديدة غير مضمونة حاليا في قطاع تأمينات الممتلكات والمسؤوليات والذي لا تزيد حصته اليوم عن 16 في المئة من إجمالي انتاج قطاع التأمين، حيث أن كمية كبيرة من الأصول تحتاج إلى تأمين. على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن 80 في المئة من المنازل والشقق السكنية في لبنان لا تتمتع بالتغطية التأمينية الكافية، وتوسيع نطاق التأمينات الطبية ليشمل مخاطر الأمراض الخطيرة، حيث أن تأمين هذه الأمراض يقدم خدمة كبيرة للمواطنين كما يساهم بتعزيز الأرباح الفنية للمساهمين في القطاع، اضافة الى تطوير التأمينات التقاعدية ضمن الإطار القانوني الصحيح، حيث أن هذا التطور يشكل حجر أساس لمستقبل القطاع. لا يوجد في لبنان أي نظام لضمان الشيخوخة أو التقاعد للقطاع الخاص، حيث أن منافع نظام تعويض نهاية الخدمة غير مناسبة. وتشير التقديرات إلى أن نظام تقاعد إلزامي شبيه بالنظام الأميركي المعروف بـ 401-k قد يؤدي إلى تجميع أصول طويلة الأمد قد تزيد عن 10 مليار دولار اميركي في غضون سنوات قليلة، وتوسيع نطاق الرقابة للجنة مراقبة هيئات الضمان تشمل صناديق التعاضد التي تقدم لأعضائها منتجات تأمين طبي وتقاعدي، حيث يقدر عدد المنتسبين لهذه الصناديق بـ 400,00.، والعمل على إيصال التأمينات الطبية لأكبر عدد ممكن من المواطنين".

واكد انه "في هذا السياق، نتوقع أن تساهم خطة العمل المقدمة من شركة سيغنا بشكل كبير في تطوير القطاع لا سيما لناحية التأمينات الطبية والتأمينات الرديفة لها. ونتقدم بالتهنئة من شركة سيغنا لاستحواذها على أسهم شركة زوريخ في لبنان، وهي خطوة تشير إلى ثقة كبيرة بالاقتصاد اللبناني، ونتوقع أن تظهر نتائجها الإيجابية في القريب العاجل".

بدورها، اشارت سفيرة ​الولايات المتحدة الأميركية​ اليزابيث ريتشارد، الى "ان الشراكة بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان بدأت منذ سنوات طويلة من خلال الجامعة الاميركية والمدارس الاميركية منذ ما يقرب الخمسين سنة، وان العلاقة بين البلدين ومواطنيهما تطورت من خلال الامن والتنمية".

وأشارت الى أن "التجارة بين لبنان واميركا قد تجاوزت المليار دولار سنويا وان في السنة الماضية اصبحت الولايات المتحدة شريكة تجارية للبنان في المرتبة الخامسة".

ولفتت الى ان "الولايات المتحدة تتطلع الى خلق فرص عمل جديدة وتنمية مستدامة في لبنان وأبدت فخرها بشركة سيغنا الاميركية وان لديها ثقة بسوق الاعمال في لبنان".