أكد الممثل المقيم ل​برنامج الأمم المتحدة الإنمائي​ في ​لبنان​ ​فيليب لازاريني​ في كلمة له خلال اطلاق الحفل السنوي لمشروع "الحد من تغير المناخ" ان "التهديد المتزايد بتغير المناخ هو ما يميز هذا القرن. وكون لبنان بلدا صغيرا يشهد نموا سكانيا، ووجودا متزايدا للنازحين ويعاني من قضايا قديمة العهد تتعلق باستدامة الموارد والوصول إليها، فإن تغير المناخ يمثل تهديدا للبنان وطريقة الحياة فيه. لقد أصبح علم تغير المناخ أكثر وضوحا في حياتنا اليومية. وهذا يعني بأن النظام الأقتصادي بأكمله في العالم سيتأثر. يسجل اليوم توافق متزايد في الآراء بشأن الحاجة إلى التعجيل بالانتقال إلى ​اقتصاد​ صفر كربون والتكيف مع تغير المناخ، لدينا الفرصة لتغيير طريقة عيش الناس وحماية مستقبل الأجيال القادمة. وللقيام بذلك، يجب أن نعمل بشكل أسرع وأكثر حسما من أي وقت مضى. العمل هو المطلوب الآن. إن اعتماد اتفاق ​باريس​ بشأن تغير المناخ له أهمية تاريخية. وليس من المبالغة القول بأن اتفاق باريس هو اتفاق لم يسبق له مثيل وضع العالم على طريق نحو اقتصاد الصفر، صفر الكربون. وفي الآونة الأخيرة، تعهدت شركات كبرى مثل تسلا وجنرال إلكتريك وديزني وجولدمان ساكس وحتى إكسون موبيل وشيفرون بمواصلة العمل على مكافحة تغير المناخ نظرا لأن تغير المناخ ظاهرة عالمية.ان اتفاق باريس يحول بالفعل الاستثمار إلى اقتصاد نظيف مزدهر، ومع ذلك، سوف تستمر الشركات والمستثمرون في مواجهة تأثيرات مناخية شديدة التخلف حتى لو كان الاحتباس الحراري أقل بكثير من درجتين مئويتين".

ولفت لازاريني الى "أننا سنواجه العديد من أنواع مختلفة من المخاطر المتعلقة بالمناخ. على سبيل المثال، تؤثر أحداث ​الطقس​ المتطرفة على المرافق والتصنيع والإمدادات، فضلا عن صحة ورفاهية القوى العاملة الخاصة اضافة الى خطر تقليل توافر الموارد الطبيعية والمواد الخام، بما في ذلك المياه والمواد والمعادن والسلع الأساسية. ومثل العديد من جوانب الأعمال التجارية، فإن أكبر الفرص متاحة هي لمن يبتكرون ويتوقع هذا الاتجاه أن الشركات التي لديها إدارة قوية للمخاطر المناخية واستراتيجيات القدرة على الصمود ستزيد ثقة المستثمرين وتحمي عملياتهم. بناء القدرة على الصمود وحماية كوكبنا من تغير المناخ يبدأ بالتعامل مع الأسباب الأساسية لتغير المناخ، من استخدام ​الوقود​ والكهرباء والتصنيع، وإزالة الأحراج، والنقل بجميع أشكاله الذي يعمل على الفحم والوقود والغاز".

وتوجه الى ​القطاع الخاص​ مؤكداً ان "تكلفة عدم اعتماد اجراءات صديقة للمناخ هي اغلى بكثير من كلفة اعتمادها، ولقد استفادت الشركات الرائدة على مستوى العالم، التي تتخذ إجراءات مناخية جريئة، من معدل عائدات بلغ قدرها نحو 27 في المئة على استثماراتها المنخفضة الكربون. فهذه الإجراءات تحفز على الابتكار، وتخلق فرص عمل جديدة وتساعد على نمو الاقتصاد، وتزيد من القدرة على المنافسة السوق العالمية. مواجهة تغير المناخ هو قرار شجاع سيجعلكم روادا في لبنان والمنطقة. وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الحكومة لوضع اهداف وطنية للبنان بموجب اتفاق باريس والدفع نحو استثمارات في مجال ​الطاقة النظيفة​. وهذا يتطلب مجهودا جماعيا في الداخل اللبناني بين الحكومة والقطاع الخاص وبين القطاعات المختلفة وقطاع الصناعة".