لفت رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، خلال ترأسه، ضمن إحتفال رعيّة سيدة العطايا في الأشرفية، قدّاس وفاء وشكر للأسقف لويس الحلو الّذي خدم الرعيّة وأبناءها أكثر من ثلاثين سنة، إلى "أنّني شخصيًّا تعرَّفت عليه منذ بداية حياتي الكهنوتيَّة فكان لي معلّماً في رئاسة "الحكمة" وفي الرعايا الّتي خدمتها معه، وبخاصّة في الكاتدرائيّة وفي كنيسة سيدة العطايا، هو الّذي وصل في حياته الكهنوتيّة إلى أكثر من سبعين سنة في خدمة المذبح".
وأشار إلى "أنّني عندما آتي إلى هذه الكنيسة المباركة، أذكر الكهنة الثلاثة الّذين خدمتُ معهم ولو خدمةً عابرةً، دامت إحدى عشرة سنة، الأب دومينيك حداد والأب إميل مبارك والمونسنيور لويس الحلو الّذي أمضى خمساً وعشرين سنة رئيساً للمعهد العالي للحقوق في جامعة "الحكمة" حيث قدّم خدماته مجاناً، لأنّه في الوقت نفسه كان يرئس مدرسة "الحكمة برازيليا" في بعبدا الّتي أسّسها وخدم فيها خمساً وعشرين سنة، وفي هذه الرعية بالذات، بقيَ أكثر من خمسٍ وعشرين سنة، وأحبّ أن يمضي أيّامه الأخيرة في ما بيننا"، منوّهاً إلى أنّكم "قد عرفتموه وأحببتموه لأنّه كان الخادم الصالح ليسوع المسيح. هو وكهنوته واحد، لأنّ الكهنوت ليس وظيفة نؤدّيها ساعاتٍ عدّة في اليوم، ثمّ ننتهي من العمل ونذهب إلى حياة ثانية، إنّما الكهنوت حالة تلازمنا مدى العمر. هكذا كان الخوري لويس، شخصه ومواهبه وطاقاته كلّها مجنَّدة من أجل كهنوته وخدمته للناس. ما رفض يومًا خدمةً لأحد ولا أقفل بابه أمام أحد بل كان ذلك العبد الصالح، الّذي أحبَّ أن يعطي الطعام في حينه لكلّ الذين يسألونه. هكذا عاش وهكذا مات، محبّا لربّه ولكنيسته حبّا مطلقاً".
وشدّد على أنّه "كان مثال الراعي الصالح والكاهن الغيور الّذي يسخّر طاقاته الثقافيّة والإنسانيّة والإجتماعيّة في سبيل خدمته المقدّسة في كنيسة الرب يسوع المسيح. لذلك، نتّخذه مثالاً أعلى للكاهن الصالح الّذي يخدم الربّ بغيرة وتفان، ونسأل الله أن يكافئه أجمل المكافآت في سمائه"، موضحاً أنّكم "إذ تصلّون اليوم من أجله، تصلّون أيضاً معنا ليعطيَنا الله على مثاله كهنةً ورعاةً صالحين"، مؤكّداً "أنّنا طبعاً حزنّا حزناً كبيراً كلّنا على فقده، لكنّنا في الوقت عينه شعرنا بالفخر أنّ هذا المسافر في بحر هذا العالَ إلى بيت الآب، قد وصل إلى شاطئ الرب، شاطئ الأمان، حيث طاقت نفسه إلى أن يذهب".