اشار وزير لشؤون رئاسة الجمهورية ​بيار رفول​ في كلمة له خلال احتفال حاشد، أقيم في حرم كلية العلوم الفندقية في الأشرفية حيث اطلقت الجامعة دفعة من خريجيها إلى اننا "حين نقول ​مدرسة الحكمة​، نسترجع باعتزاز كبارا جلسوا على مقاعدها، من بطاركة، ورجال سياسة، وأطباء، وإعلاميين، ورجال أعمال، وأدباء وشعراء وغيرهم. وفي الوقت نفسه نذكر أنفسنا، في ما لو سها عن بالنا، أن لبنان لطالما كان مدرسة المشرق وناشر العلوم والثقافات والآداب، ومختبرا لغويا وعلميا وتربويا. من هنا فخرنا واعتزازنا، ولا يجدر بشبابنا اليوم أن يهملوا حمل شعلة رسالة وطنهم الملهمة لشعوب المنطقة والعالم".

وتوجه رفول الى الطلاب قائلا:"انتم ثروة لبنان الحقيقية، ومصدر فرح وفخر لأهلكم. بقية الثروات إلى تناقص مهما عمرت، إلا ثروة الأدمغة في هذا الوطن، فهي تتوالد من جينات شعب متجذر بحضارة الانفتاح والشغف العلمي والاستكشاف والامتداد إلى أقاصي الأرض حيث بصمات اللبنانيين تصلح لتكون خريطة للإبداع والنجاح والريادة".

من جهته توجه رئيس أساقفة بيروت المطران ​بولس مطر​ إلى الوزير رفول بالقول: "نسألكم بالمحبة أن تحملوا إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ خالص العرفان وأطيب الأدعية نوجهها للأب المحب لجميع اللبنانيين، الحالم بدولة تكون بحجم لبنان والذي يحقق ما يحلم به ببركة من العلاء وبتأييد من اللبنانيين كافة لنهجه السليم والمجرد عن أية مصلحة سوى مصلحة لبنان".

وخاطب الكلاب قائلا:"أدركتم أثناء سنوات الدراسة التي عبرتم، وأنكم ستدركون أكثر فأكثر في المستقبل، الترابط العضوي في العلاقة التي يجب أن تقوم بين الجامعات والمجتمعات في أي مكان من العالم. فالجامعة هي مكان البحث عن الحقيقة والانكباب على دراسة الواقع الإنساني بوجوهه كافة، وهي المساحة الأكثر ملاءمة لمقارعة الفكر بالفكر ومواجهة الرأي بالرأي، وصولا إلى تصور عام لما يجب على المجتمع أن يقوم به من أجل أن يتقدم على غير صعيد. وقد ارتكزنا بدورنا إلى هذه الحقيقة، والتزمنا في الحكمة ما أراده لها مؤسسها الأول، سلفنا الصالح على كرسي بيروت الأسقفي، وكما عبر عنه كتابة في موسوعته الشهيرة، بأن تكون "لخير لبنان وسائر الأمصار الشرقية". فجامعة الحكمة بنيت أساسا من أجل لبنان وفي خدمة كيانه بالذات كما بنيت من أجل هذا الشرق الذي يمثل لبنان فيه حجر الزاوية لدعم الحضارة فيه ولنشر ثقافة السلام في أرجائه".