إنَّ المتاجرة والمقامرة والسمسرة باسم العلويين في ​لبنان​ قد بلغت حدّاً لا يُطاقُ: أنا شخصياً لم أعد أتحمله. ففي مقابل نظراتِ قوى "14" آذار اللاوطنية تجاهنا، نجد أسلوب التذاكي السخيف من الحليف عند كل إستحقاقٍ لنا أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، وحسبكم الله ونعم الوكيل. دافعين عن سابق إصرارٍ وترصد فقراءنا إلى الوقوف على أبواب خصومهم.

وليعلم الجميع بداية أنَّ ​الطائفة العلوية​ لها في ذمة حلفائها في لبنان دينٌ كبيرٌ حان وقت استحقاقه منذ زمن ولم تحاول هذه القوى إيفاءه بعد. فقد استغلونا ثم استغلونا حتى أفقرونا في جولاتِ عنفٍ عشرين خسرت منطقتنا زهرة شبابها ودُمّرت بيوتها وحرقت محلاتها.

وإذا قامت بتقديم أي مساعدة ولو تافهة لنا أغلوها ثمناً حتى أرهقونا فيه.

هم ونحن وأنتم نعرف طول أياديهم الطويلة داخل ​الدولة اللبنانية​، حتى إذا وصل الأمر لخدمة لعلوي محتاج ما بسيطة جداً: قطعوا أيديهم وشحدوا عليها.

وليست لهم علينا منة، بل لنا في ذمتهم دينٌ كبيرٌ كتب في سبيلهم بدماء الأبرياء وعرق الفقراء، فليتقوا الله وليبدأوا بإبراء ذمتهم لنا.

وأنا أسألهم بضميرهم إن بقي منه شيء "ماذا قدمتم يا حلفاءنا لنا؟. لقد فتشنا كثيراً حتى أرهقنا محركات البحث، فلم نجد طبيباً لنا في مستشفياتكم ولا ممرضا او مستخدماً، ولا مدرساً في مدارسكم، أو موظفاً في مؤسساتكم.

وإذا قصد أحد فقراءنا مسؤولاً من عندهم تعامل معه بكل عنجهية واستكبارٍ لا يليق بمقامه الرفيع. ويا ويل ثم يا ويل من يقع تحت رحمة أحد مدرائكم.

أصبحت حججكم يا قادة واهية، وشخصياتكم منبوذة عندنا، لا تُطاقُ. فبعد ست سنين من ويلات الحصار لم تكلف هذه القوى الحليفة خاطرها واجب الزيارة أو الإطمئنان على صحة المرضى أو الجرحى واليتامى، لتثبيتهم ودعمهم ولو بالكلمة الطيبة التي يصرعوننا فيها على الشاشات نصرة للمظلومين في جميع أصقاع الأرض، إلا في ​جبل محسن​ والقرى العكارية العلوية التي تكفيها شرفا وعزة وإباءً أنها ما زالت صامدة على مبادئها الشريفة في إنتمائها الحر لخط المقاومة، وما سمحت لأيّ قوة خارجية من التغلل فيها، ولا حتى فتح مكتبِ خدمات لها ضمنها بالرغم من عوزها الشديد وفقرها المدقع...

وأما الشركاء لنا في المواطنية قوى "14" آذار صاحبة شعار لبنان أولاً، فمن منطقٍ غير صادقٍ إلى معاملة غير لائقة، إلى حقد واضحٍ علينا غير مفهومٍ لا من باب الحرية والديمقراطية ولا من باب السيادة.

كل همهم أن يخطفوا تمثيلنا النيابي بعد أن خطفوا البلدي والاختياري، وأن يرضوا غرورهم برؤية فقير منا يطرق بابهم من قلة حيلته، وأن يمارسوا عليه عنجهية سوداء بعد أن أخفقوا في كل معاركهم الخرافية. والآن يمارسون علينا دوراً مشبوهاً في تشتيت أصواتنا على أبواب الإنتخابات الفرعية عبر وعود مزيفة لجميع المرشحين الذين فاقوا حتى الآن كل التصورات المقبولة عدداً. وحلفاؤنا يقفون موقف الشاهد الذي ليس له علاقة، بل وهو أيضاً يمارس الدور ذاته على جميع المرشحين.

فالكل مدعوم والكل محتضن، كي لا تنجح أيّ شخصية تعبر عن وجدان هذه المنطقة.

وقد يمتعض مني شخصيا شخصيات معروفة الاسم والعنوان، وقد تزايد علينا بالانتماء والصمود، فلن يفلحوا... فقد بلغ السيل الزبى بين حقد "14" آذار الفاضح، ولؤم "8" الواضح.

خذوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن، أين تعويضات رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لمتضرري تفجير جبل محسن؟!.

فمنذ كانون الثاني 2015 أكدت مصادر في وزارة الداخلية أن المبلغ الذي تعهّد رئيس الحكومة سعد الحريري بدفعه تعويضاً عن الخسائر التي خلّفها التفجير الانتحاري في جبل محسن أصبح في عهدة الوزارة، وسيتمّ صرفه خلال هذا الأسبوع...

وقد مضت أسابيع وشهور وسنين... وعلى الوعد يا شيخ سعد، فوعد الحر يبقى ديناً. ولا تظن حكومتكم أن بضع آلافٍ ستضمد جراح من فقد أباً أو أخاً، أو تداوي جريحاً معطوباً، قد تكون أموال الدنيا غير قادرة على ذلك ، ولكن أذكر ذلك لأن التاريخ يشهد علينا جميعاً، ولا أعرف كيف يتم التعويض على من كُسِر زجاج سيارته، ولا يعوض على من كُسر قلبه؟ وحسبنا الله نحن ​المسلمون​ العلويين فيكم جميعاً.

shadimerhi161@gmail.com

تويتر : shadimer3i@ فايسبوك: ​الشيخ شادي عبده مرعي