دبت روح السياحة والاصطياف جنوباً وتشهد اقبالاً لافتاً على نهر ​الوزاني​، الذي تعج منتزهاته بالمصطافين والرواد من الأجانب والعرب وال​لبنان​يين، لكن نظراً للتهديدات ال​اسرائيل​ية بعدم السباحة في مياهه، كثف الجنود الاسبان العاملين ضمن قوات "​اليونيفيل​" من عمليات المراقبة على طول الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل، حيث تعتبر هذه المنطقة من ​جنوب لبنان​ إحدى أهم النقاط الحسّاسة ضمن نطاق عمليات ​الكتيبة الإسبانية​.

ويعتبر نهر الوزاني منطقة حساسة نظراً الى أن ​الخط الأزرق​، الذي يفصل بين لبنان واسرائيل، تقول الثانية أنه يمر في مجرى النهر لما يقارب الأربعة أمتار، وهذا الأمر محور نزاع بينها وبين لبنان منذ ترسيم الخط المذكور في العام 2000، في حين تتواجد على طول الخط الأزرق، بمحاذاة النهر، خمسة منتجعات سياحية.

في هذا السياق، أوضح مصدر في "اليونيفل"، لـ"النشرة"، ان الكتيبة الاسبانية كثّفت لدورياتها المتحركة والدائمة في المنطقة، نظراً إلى أن اسرائيل تتحجج بامكانية وقوع حوادث خلال فصل الصيف قرب المنتزهات، مدعية في كثير من الأحيان أنها ستؤدي إلى خرق هذا الخط، مؤكداً أنه من أجل ذلك يكثّف الجنود الإسبان عملية المراقبة وتسيير الدوريات للحؤول دون إجتياز النهر وتلافي أي تصعيد من شأنه أن يزيد من حدة التوتر.

وأوضح المصدر أن" اليونيفيل "تأخذ على محمل الجدّ أي خرق للخط الأزرق أو للقرار الأممي 1701، فعندما يقع حادث ما تنشر "اليونيفيل" فوراً المزيد من الجنود لإحتواء الوضع وعدم خروجه عن السيطرة، وكذلك تنسّق مع الجيشين اللبناني والإسرائيلي لإعادة الوضع الى طبيعته.

ن جانبها، كشفت مصادر أمنية لبنانية، لـ"النشرة"، أن إسرائيل كانت قد أبلغت قلقها من المركز السياحي في الوزاني الى "اليونيفيل"، وتخطط لمناقشة المسألة في أحد الاجتماعات الثلاثية المقبلة التي تعقد في ​الناقورة​ بين القوات الدولية وممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي، لأنها تزعم أن هذا المركز السياحي يمكن أن يصبح مشكلة استراتيجية لها حسب زعمها، مشيرة إلى أن لبنان مدعم بالوثائق والخرائط سيدحض الكلام الاسرائيلي، خصوصاً بعدما أقام ​الجيش الإسرائيلي​ رادارات مراقبة وجهها الى المنتزهات على النهر، بالإضافة إلى أجهزة تحسس وصلها بغرفة عمليات في ​بلدة الغجر​ المشرفة على النهر، وهي قادرة على رصد كل ما يجري على الوزاني، بما فيها حركة السباحة في مياهه، والتجسس على رواده الذين يغص بهم هذه الأيام.

وأوضحت المصادر أن اسرائيل تحاول من وراء هذه التحركات التأثير على السياحة في المنطقة، بغية تراجعها وارهاب السواح، خاصة الأجانب، الذين يرتادونها، مؤكدة أن الكلام الاسرائيلي عن أن الخط الأزرق يمر في نهر الوزاني ليس بالجديد، وتل أبيب كانت قد أطلقته العام الماضي مع بداية الصيف والموسم السياحي.