تعرقلت هنا. تعثرت هناك. لا معلومات عن الجمود هنالك. إنها حكاية كلّ يوم التي سمعناها من متتبعي مسار إخلاء إرهابيي النصرة الى خارج لبنان. فمنذ أن كان مقرراً أن تتم هذه العملية في نهاية الأسبوع الماضي بدأت تظهر العراقيل فتتناسل عراقيل.

ماذا إستجدّ؟

الأجوبة، باجماع ممثلي وسائط الإعلام المرابطين في جرود ​القاع​ ​رأس بعلبك​، تفيد بأنّ التنظيم الإرهابي يطالب بالمزيد، وتصل به الوقاحة حدّ وضع الشروط.

مرة تطالب «النصرة» بأن يصطحب مسلحوها معهم مجموعة من الإرهابيين المتواجدين في مخيم عين الحلوة وهم من جنسيات مختلفة.

ومرة ثانية تطالب النصرة باصطحاب المطلوبين اللبنانيين المتهمين بأعمال إرهابية، وهم في عين الحلوة أيضاً، وأبرزهم ذلك «المولوي» الشهير.

ومرة ثالثة تريد النصرة أن يرافقها سجناء صادرة في حقهم أحكام قضائية صريحة. وهم موجودون في السجون اللبنانية.

ومرة رابعة تريد دفعه من السجناء اللبنانيين... وهي حصلت فعلاً على إخلاء أربعة سجناء من سجن روميه بينهم لبناني متهم ومدان بالإرهاب.

ومرة خامسة (عصر أمس تحديداً) أرادت النصرة الإفراج عن المزيد من السجناء...

إلى ما هنالك من المطالب التي تشكل عراقيل تتناسل عراقيل على حدّ ما قلنا آنفاً.

نحن نفهم من حيث المبدأ ان هناك أطرافاً تفرض شروطها، وأن هناك أطرافاً تخضع للشروط في المقابل.

ولكنّ للشروط معادلة، وظروفاً، وأسباباً موجبة. فإذا كانت الشروط، والشروط المضادة، تشكل جزءاً من أي مفاوضات بين خصمين، أو عدوّين، أو نقيضين، فإن ما ليس مفهوماً، بأيّ منطق، أنّ يفرض الخاسر شروطه على الرابح، وان يأمر المنهزم فيستجيب المنتصر؟!.

أليس أننا إحتفلنا بالنصر؟ أليس اننا تقبلنا التهاني بالنصر؟ أليس أنّ «النصرة» انكفأت الى المربّع الأخير وطالبت بالمفاوضات، وهذه علامة الهزيمة؟

فكيف يضع المهزوم الشروط؟ وعلى أي قاعدة؟ وعلى أي أساس؟ وبأي هدف؟

بداية يجب أن نقول اننا بين أكثر المقتنعين بالدور الذي أداه، ويؤديه، مدير عام ​الأمن العام​ ​اللواء عباس إبراهيم​. ومن نافل القول أن نردد ما يعرفه الجميع فيه من مزايا وطنية وأمنية وسياسية وديبلوماسية. وهو موضع ثقة إجماعية. لذلك بالرغم من تحفظنا الشديد عن الأخذ بـ «شروط» الإرهابيين، فإننا على يقين تام بأنّ الرجل لن يسمح لـ «النصرة» بأن «تتبغدد» على قاعدة عرف الحبيب مكانه فتدلّل.

فهي أولاً، ليست حبيباً. إن هي إلاّ العدو وبامتياز.

وهي، ثانياً ليست صاحبة مكان... فهي تحتل ارضاً لا يجوز أن تستمر فيها بأي شكل من الأشكال.

وهي، ثالثاً وأخيراً وليس آخراً، ليس، ولا يجوز أن يكون لها مكان تتدلّل فيه.

الجرود الى أهلها: الى ​عرسال​ والى القاع وإلى رأس بعلبك! أما الإرهابيون فإلى الجحيم.