رأى رئيس الجمعية الخيرية الثقافية لمؤسسات الامام شمس الدين، الوزير السابق ​ابراهيم شمس الدين​ في أن "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يستمر في اعتداءاته على مؤسسات الامام شمس الدين ومحاولته الاستيلاء عليها عبر ادعائه وقفيتها ومحاولة تسجيلها انها من أملاك وقف ​المجلس الشيعي​، رغم أن العقار الذي تشغله هذه المؤسسات بشكل قانوني كليا تعود ملكيته الى ​بلدية بيروت​، وكذلك كل المباني الموجودة عليه عند انتهاء فترة العقد".

واكد ان "من المعلوم أنه لا يمكن إنشاء وقف على ملك الغير، وهذا ثابت لدى كل المسلمين، سنة وشيعة، ولدى كل كنائس الإيمان المسيحي، وفي كل القوانين الوطنية بما فيها القانون ال​لبنان​ي. لكن المجلس الشيعي لم يعد شاغلوه يحترمون القانون ولا الأنظمة الداخلية الخاصة به، ويريدون الاستيلاء على حقوق الغير وإقصاءهم باستعمال الشعار الديني".

ولفت الى ان "منذ سنتين ونحن نركن الى مفهوم الدولة ونستكين الى أدوات القانون لدفع الاعتداء واستعادة الحقوق. وقد تقدمنا بثلاثة طعون ضد قرارات المجلس الشيعي لدى ​مجلس شورى الدولة​ لم يتم بتها بعد، وربما جرى تأخيرها، ولدى القضاء الجعفري وقضاء العجلة والقضاء العدلي كذلك، ولم يبت اي منها بعد.

وأكد أن "القضاة الأحرار الذين يدافعون عن استقلاليتهم المالية، ينبغي لهم دائما ان يعصموا أنفسهم منذ البداية، من مجاملة بعض السلطة التي تساومهم الآن على حقهم حتى تسيطر عليهم أكثر".

واعتبر أن "استقلالية القضاء تتحقق في العمل لمصلحة الناس الذين غالبا ما تهدد حقوقهم من السلطة نفسها. لا يستطيع القضاة أن يحكموا باسم الشعب وهم يستظلون الطوائف والزعامات، او يمتنعون عن ردع تجاوزاتها خوفا او طمعا".

وأشار الى أن "بلدية بيروت أيدت عبر محاميها موقف الجمعية، واعتبرت قرار المجلس الشيعي باطلا وتعديا على ملكيتها وحقها وعلى حق الجمعية. لكن المحافظ غير موقفه وسمح بتسجيل مباني الجمعية على أنها اوقاف للمجلس الشيعي، علما أنه لا يحق له إطلاقا أن ينقل ملكية مبان من جهة إلى جهة. ونحن نعتقد أن محافظ بيروت قد تورط في إساءة استعمال السلطة تحت ضغط سياسي معلوم، وقد تقدمنا بطعن ضد موافقته لدى مجلس شورى الدولة أيضا وما زلنا ننتظر بته".

واوضح "انني أقول بصدق لمن يعتقد ان ربط نزاع يبني دولة انه مخطئ، لأن لبنان حينها سيبقى مربوطا حتى النزاع الأخير. وأقول بصدق ايضا لمن يعتقد أن مجاملة القوي تبني دولة وتحفظ وطنا وان محمل الأقليات يحمي ركابه، انه مخطئ ايضا، لأن الحمولة ستكسر ظهر الجمل وتسحق الجمال. المسيحيون ليسوا أقلية بل جزء من الأكثرية العربية، والشيعة ايضا ليسوا أقلية وليسوا مستهدفين، وهم جزء من الأكثرية الاسلامية، وما يحمي الجميع هو دولة ديموقراطية عادلة مدنية قوية، ومقولة لبنان الملجأ فشلت لأن الملجأ يفسد هواؤه فيسمم لاجئيه".