ماراثون رئاسي شمالي بامتياز

إذا لم يطرأ تعديل كبير على الساحة السياسية ال​لبنان​ية فإننا ماضون الى سباق رئاسي شمالي موصوف. فالمرشحون الثلاثة البارزون، حالياً، في الحراك الرئاسي هم شماليون، وكذلك المرشّح البارز الآخر هو أيضاً شمالي... والأربعة هم من دائرة إنتخابية واحدة.

هل هي مصادفة؟

هل ان القاعدة التي خرقها الرئيس سليمان فرنجية بوصوله الى ​رئاسة الجمهورية​ لا تزال قائمة وهي أن رئيس الجمهورية «يجب» أن يكون من جبل لبنان عموماً؟

ثم، أليست هذه القاعدة صحيحة وهي التي حرمت الشمالي حميد فرنجية في العام 1952 أن يصل الى الرئاسة بعدما نام رئيساً ليستيقظ ويستيقظ معه اللبنانيون على الرئيس كميل شمعون في قصر القنطاري؟

ثم، ألم يكن الشمالي مخايل الضاهر مرشحاً بامتياز ومدعوماً من الدولة ودول الإقليم، وبلغ الأمر بالأميركي أن هدّد بالضاهر أو الفوضى... فلم يصل الضاهر وحلّت الفوضى؟

ومن ثم ألم يكن الشمالي سليمان فرنجية الحفيد على قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى قصر بعبدا، وكان يتلقى التهاني (عن جد وليس بالوهم، ومن كبار القوم في لبنان والخارج) ثم دارت الدائرة عليه ولمصلحة فخامة الرئيس العماد ميشال عون؟!

أمّا هذه المرة فالأمور مختلفة كلياً. فالمرشحون البارزون جميعهم من الشمال، وجميعهم مؤهلون، وجميعهم يمتلكون أوراقاً كبيرة، وقدرات كبيرة في هذا «الماراثون» الرئاسي الشمالي... ثم إن أي حراك يقوم به أحدهم يصب حكماً في خانة المعركة الرئاسية التي يتحضر لها منذ اليوم، على أمل من كل منهم أن يصيب الهدف عندما ينتهي عهد الرئيس ميشال عون.

والثلاثة المتحركون علناً هم وزير الخارجية جبران باسيل، (البترون) ووزير الداخلية السابق النائب سليمان فرنجية (زغرتا)، والدكتور سمير جعجع (بشري).

ويا للمصادفة أن يكون الثلاثة الواردة أسماؤهم أعلاه هم (كما هو معروف) رؤساء أحزاب مسيحية (مارونية بشكل أو بآخر). فباسيل رئيس حزب التيار الوطني الحر، وفرنجية رئيس حزب تيار المردة وجعجع رئيس حزب القوات اللبنانية.

وأما المرشح الرابع فهو صاحب الحراك البعيد عن الاضواء وزير الخارجية والتربية النائب سابقاً جان عبيد (علما - زغرتا الزاوية) المعروف عنه انه الصابر طويلاً حتى ليصح فيه القول المأثور «صبرت حتى ملّ الصبر من صبري». خصوصاً وانه يحظى باحترام داخلي وإقليمي موصوف.

ونحن لسنا، في هذه العجالة، في موقع من يقوّم أداء وحظوظ كل من هؤلاء المرشحين الشماليين البارزين، ولا في تعداد القوى المحلية والإقليمية والدولية أيضاً التي قد تكون تدعم كلاً منهم. فقط أردنا أن نشير الى ظاهرة لافتة جداً وهي (تكراراً) إن الماراثون الرئاسي محصور بالـ»متسابقين» الشماليين... خصوصاً انه لا يبدو في الأفق أي مرشح جدّي من جبل لبنان (وطبعاً من سائر المناطق) هذا اذا بقيت المعادلات الداخلية على ما هي عليه حتى موعد الإستحقاق الرئاسي، أو إذا لم يكن مؤثراً وفاعلاً أي تعديل قد يطرأ عليه.