أكدت مصادر وزارية رفيعة لـ "الحياة" أن "وحدات الجيش المتمركزة في منطقة جرود رأس بعلبك والقاع، وبناء لتوجيهات الرئيس ميشال عون، باشرت بدءاً من الساعة الثانية عشرة من ليل لسبت قصف تجمعات "داعش" في وادي مرطبيا بكل أنواع الأسلحة الثقيلة استعداداً لبدء المرحلة الرابعة من عملية "فجر الجرود" لتحرير المساحة المتبقية من منطقة الجرود وهي 20 كيلومتراً مربعاً".
ولفتت المصادر إلى أن "قيادة الجيش حددت ساعة الصفر لبدء المرحلة الرابعة من "فجر الجرود" لاستعادة كامل الجزء اللبناني الذي يسيطر عليه داعش"، مشيرة الى أنها "اتخذت قرارها في المضي بإنهاء المعركة لقطع الطريق على محاولات ابتزازها أو الإيحاء بأنها تتريّث في تحرير آخر جزء من الجرود، وإن كانت تأمل بجلاء مصير العسكريين المختطفين وتحريرهم، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، باعتبار أن من أولوياتها الكشف عن مصيرهم وهذا ما اشترطه اللواء إبراهيم في مفاوضاته مع الحكومة السورية وحظب الله".
كما شددت المصادر على أن "استهداف تجمّعات "داعش" بلغ ذروته باشتداد القصف المدفعي والصاروخي على هذه التجمعات، لافتةً الى أن "داعش طلب في الساعة الثانية فجر أمس وقف النار، لكن وحدات الجيش واصلت استهداف مواقعه، إلى أن بادر التنظيم الإرهابي إلى بث إشارات بواسطة أجهزته اللاسلكية التقطها سلاح الإشارة في الجيش وكانت الساعة حوالى الثانية والنصف فجراً".
واشارت الى أن "المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم كان قد تلقى من خلال تواصله مع السلطات السورية المعنية بالأمر وقيادة "حزب الله" إشارة حملت تأكيداً بأن "داعش" على استعداد للخروج من ما تبقى من الجزء اللبناني المحتل إضافة إلى كشف مصير العسكريين اللبنانيين المختطفين لديه وتسليم رفات وجثث عناصر لـ"حزب الله" قتلوا في القلمون الغربي وفي البادية السورية، إضافة إلى أسير من آل معتوق، على دفعتين".
واوضحت المصادر أن "قيادة الجيش أعلنت وقف النار ابتداء من السابعة صباح أمس بالتزامن مع سيطرة القوات النظامية السورية و "حزب الله" على القلمون الغربي بعد إعلان "داعش" استسلامه، وهذا ما دفع اللواء إبراهيم إلى القول إنه يتوقع إقفال ملف العسكريين اللبنانيين إذا ما سارات الأمور في الاتجاه الصحيح من دون أن يحدد أي توقيت يتعلق بتحديد مصير العسكريين، على رغم أنه دعا أهاليهم المتجمعين في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت وقبل الإعلان عن العثور على رفاتهم إلى الصبر".