أكدت أوساط دبلوماسية مراقبة، ان "الإنتصار في معركة الجرود سيُسجّل للجيش اللبناني، وإن كان ثمّة من يُعاون عناصره في المراحل المتتالية التي يُنجزها بهدف دحر ​الإرهاب​يين الى غير عودة، أكان ذلك يحصل سرّاً أو علناً. فالتحذيرات الأميركية للمؤسسة العسكرية تضمّنت "شرط" عدم تقاسم الأسلحة المقدّمة للجيش مع حزب الله. أمّا مسألة مع من على الجيش أن يتعاون لتحقيق النصر، فهو أمر يعود للقرار العسكري الذي يترافق مع القرار السياسي في البلد، وهذا لا يمكن الإشتراط عليه".

وتحدّثت الأوساط في حديث لـ"الديار" عن تسابق ظاهر لكلّ من السعودية و​إيران​ لقطف نجاح الجيش وانتصاره على الإرهاب، واستثماره مستقبلاً في الداخل اللبناني قدر المستطاع. فبعد زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري الأنصاري ولقائه المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، زار ​بيروت​ وزير الدولة السعودي لشؤون ​الخليج العربي​ ​ثامر السبهان​، فالتقى الأحزاب اللبنانية لا سيما ​حزب الكتائب​ اللبنانية المعارض، واستثنى الرئيسين عون وبرّي من لقاءاته. وهذا التسابق أظهر قرب إيران من الدولة، وتمسّك السعودية بالمعارضة داخلها، علماً أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري يقف دائماً الى جانبها، ويمثّلها بشكل قوي في لبنان. فالأنصاري جاء ليحيي جهود المقاومة، فيما شدّد السبهان خلال زيارته للبنان على أنّ "جهود ​الجيش اللبناني​ تثبت أن المؤسسات الشرعية هي وحدها التي تحمي الدول"، ما يجعل موقف الموفدين متناقضين.