أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الانتصار على ​الإرهاب​ تحقق بخروج الإرهاب من لبنان وعدم قدرته على التحرك والضرب من جديد، مشيراً إلى أنّ هذا الإرهاب الذي كان موجوداً في الجرد كان موجودًا برضى إقليمي ودولي، ملاحظاً أنّ طيران التحالف أو الطيران الروسي لم يستهدف هذا الإرهاب يومًا.

وفي حديث إلى تلفزيون "LBCI" ضمن برنامج "نهاركم سعيد" أداره الإعلامي مالك الشريف، بارك لقائد الجيش ​العماد جوزيف عون​ وللمقاومة وللبنان ولثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هذا الانتصار، ولفت إلى أنّه يُعرف عن قائد الجيش الحالي العماد جوزيف عون أنّه قائد جيش عملاني يعمل على الأرض.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الوضع في البلد أصبح اليوم مختلفاً، منوّهاً بالجهود التي بذلها المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​ على صعيد، وهو المفاوض من الطراز الأول والذي وصفه بلواء الأمن والأمان، مشيداً كذلك بالدور الذي تلعبه سائر الأجهزة الأمنية، من قوى الأمن الداخلي إلى مديرية الجمارك وجهاز أمن الدولة وغيرها.

الأجهزة الأمنية يقظة

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الجرد كان النبع وهو القوة التي كان يتمتع بها الإرهاب، لافتاً إلى أنّ اللواء إبراهيم قال أنّ هذه الخلايا إمكانياتها محدودة، كما أنّ الوضع الإقليمي الذي كان يرعى هذه الخلايا في البلد لم يكن يسمح لها بالتحرك، من دون أن ننسى أنّ الأجهزة الأمنية كانت على يقظة تامة.

واعتبر أبو فاضل رئيس ​بلدية عرسال​ الحالي ​باسل الحجيري​ بمثابة ضمانة، مشيراً إلى أنّ القيادة التي كانت قبله كانت قيادة متهوّرة، ولفت إلى أنّ داعش و​جبهة النصرة​ تواجدا في منطقة لم يطأها جندي واحد من ​الجيش اللبناني​ قبل اليوم، وبالتالي، فإنّ المناطق التي استولوا عليها لم تكن مع الجيش اللبناني وخسرها، ولم تكن مع الجيش السوري وخسرها، وإنما كانت مناطق للتهريب بالدرجة الأولى.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ استيلاء داعش والنصرة على هذه المناطق كان مرتبطاً بشكلٍ أساسي ب​الحرب السورية​، إذ كان هدف هذه المجموعات الإرهابية الوقوف على أبواب دمشق، مشدّداً على أنّ فريق 14 آذار هو الذي ورّط لبنان بها.

حواجز الضاحية ستُرفَع

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّه كان هناك قرار داخلي في العام 2014 بعدم وضع الإرهابيين عند حدهم بما يتماشي مع تطلعات الدول الداعمة للإرهابيين، مشيراً إلى أنّ الغطاء رفع عنهم اليوم، وتحقّق الانتصار عليهم.

وشدّد أبو فاضل على أنّ ​حزب الله​ تخطى لبنان والمنطقة، وأصبح حزباً كبيراً جداً، مشيراً إلى أنّ كرامة الجيش محفوظة، وهو لم يخسرها حتى يقال أنّه يستردّها في معركة هنا أو هنالك، مستهجناً الاتهامات التي توجّه لحزب الله بأنّه يستهدف الجيش أو يستنزفه.

ورفض أبو فاضل تصوير الوضع والمشهد اليوم وكأنه مأساوي، وكشف عن معلومات بأنّ قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجيش اللبناني سوف يفكّون الحواجز، بمعنى أنّ الحواجز الثابتة على مداخل الضاحية الجنوبية سوف تُرفَع، لأنّ الخطر لم يعد داهماً.

الإمرة لم تكن لسليمان

وأشاد أبو فاضل بأمر اليوم الذي صدر عن قائد الجيش العماد جوزيف عون، قائلا أنّ كلام القائد قائد الكلام، منوّهاً في الوقت عينه بالدور الذي تلعبه قيادة الجيش على مختلف المستويات، وشدّد على أنّ الجيش لا يمكن أن يكون مسيّساً.

وتحدّث أبو فاضل عن ضياع في الحكم في عهد الرئيس السابق ​ميشال سليمان​، منتقدًا ​سياسة النأي بالنفس​ التي اتسم بها عهده، والتي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه، معتبراً أنّ الأخير كان فلتة شوط، وكلّ المحيطين به يدركون أنّ الإمرة لم تكن للرئيس ميشال سليمان، بل كان فريق 14 آذار هو حاكم البلد والمتحكّم به.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس ميشال سليمان، الذي أكّد احترامه له بوصفه رئيس جمهورية سابق أخطأ كثيراً، وكذلك الرئيس ​نجيب ميقاتي​ أخطأ في بعض الأماكن، خصوصًا في ضوء المزايدات الإسلامية الإسلامية التي جعلته يقدّم التنازلات على أكثر من صعيد.

شهداء كل لبنان

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ كشف مصير العسكريين المختطفين لم يحصل في وقتٍ سابق لأنّ الدولة لم تكن تمتلك معلومات مؤكّدة، وأكد لأهالي العسكريين أنّهم شهداء كلّ لبنان، مناشدًا عوائلهم الصبر، وعدم اللجوء لسياسة الأخذ بالثأر، لأنّ الوضع اللبناني لا يحتمل ذلك.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ اللواء عباس إبراهيم كان لديه معطيات بأنّ العسكريين المختطفين لدى "داعش" استشهدوا، ولكنّه يعرف أنّه لم يكن قادرًا على إعلان ذلك، من دون أن يكون بين يديه أدلة ملموسة، خصوصًا أنّ لا معطيات ثابتة كانت بحوزته حول الجثث.

واعتبر أبو فاضل أنّ هؤلاء الشهداء هم شهداء كل لبنان وهم شهداء الجيش اللبناني وليسوا شهداء 8 آذار و14 آذار، وقال: "رحمهم الله وألهم أهاليهم الصبر والسلوان"، ونوّه بالناطق باسم الأهالي حسين يوسف، الذي وصفه بالرجل الرصين.

الرئيس عون لا يشبه أحداً

وتحدّث أبو فاضل عن تقصير من قبل الدولة اللبنانية في التعامل مع قضية العسكريين المختطفين، مشيراً إلى أنّ القرار السياسي في لبنان كان خارج لبنان في عهد الرئيس ميشال سليمان وفي ظل حكومة الرئيس ​تمام سلام​.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الأخطاء التي حصلت كانت مربوطة إقليميًا، مشدّدًا على أنّ الكثير من الأمور اختلفت في عهد الرئيس ​ميشال عون​، خصوصًا على الصعيد الأمني والاقتصادي، مؤكداً أنّ الرئيس عون يشهد له في هذا الإطار، ورأى أنّ هناك إصراراً لدى الرئيس عون على هذا الأمر، مؤكداً أنّ ميشال عون لا يشبه أحداً ولا أحد يشبهه.

وأشاد أبو فاضل بالتعيينات التي تحققت في عهده في مختلف الأجهزة الأمنية، من قيادة الجيش إلى المديرية العامة للأمن العام، وكذلك جهاز أمن الدولة الذي حُلّت مشكلته، ومديرية الجمارك، من دون أن ننسى التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بوصفه ضرورة، مشيراً إلى أنّ المصلحة الوطنية اقتضت التجديد لسلامة، وهناك علاقة متينة تجمع عون وسلامة.

لتوقيف أبو طاقية وأبو عجينة

واعتبر أبو فاضل أنّ السياسيين اليوم هم الذين يعطّلون البلد، وشدّد على أنّ على الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلقاء القبض على أبو طاقية وأبو عجينة والتحقيق معهما بشأن المشاركة في التحريض على قتل الجيش اللبناني، منبهاً إلى هذين الرجلين يمكن أن يؤسسا لخط إسلامي تكفيري، مشيراً إلى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري هو من يجب أن يبادر إلى مطالبة الجيش بذلك.

وأكد أبو فاضل القوى السياسية كلّها تتحمّل مسؤولية ما حصل في العام 2014، علماً أنّ الحكومة كانت تتكوّن من مختلف الأطراف السياسية، لافتاً إلى أنّه كان على وزراء 8 آذار الاستقالة من الحكومة ليرضخ الرئيس تمام سلام لهم، لكن كان هناك قرار كبير بعدم الهجوم على داعش والنصرة، وكان البعض يعتبرهم ثواراً ومعارضين.

واستبعد أبو فاضل أن نشهد على أيّ محاسبة في هذا البلد، مشيراً إلى أنّ المسؤولية جماعية على كلّ من كان مشاركاً في الحكومة، إلا أنّه شدّد على أنّ السلطة لا يمكن أن تحاسب نفسها، وبالتالي فإنّ هذا الملف سيذهب أدراج الرياح بعد أيام شأنه شأن الملفات الأخرى التي سبقته.

الحكومة غير مهددة

ورداً على سؤال، استغرب أبو فاضل المقولة التي تستند إليها قوى 14 آذار في رفض معالجة موضوع اللاجئين السوريين انطلاقاً من أنّهم لا يريدون إعادتهم لسوريا حتى لا يقوم الرئيس السوري بشار الأسد بقتلهم، معتبراً أنّ هذا المنطق خاطئ، مشدّداً على عدم إمكانية معالجة هذا الملف من دون التنسيق مع الحكومة السورية، إذ كيف يمكن إنهاء وجود مليوني لاجئ سوري من دون الحديث مع الحكومة السورية.

ونفى أبو فاضل أن يكون موضوع التنسيق مع سوريا يمكن أن يشكّل اهتزازاً للحكومة، مشيراً إلى أنّ الحكومة صامدة وغير مهدّدة، واضعاً ما حصل في سياق تمثيلية، ملمّحاً إلى أنّ رئيسها سعد الحريري راضٍ ضمنيًا عن الزيارات التي قام بها بعض الوزراء إلى سوريا، ولكنّه يرفض أن يذهب هو بنفسه، مشدّداً على أنّ الجميع سيذهبون إلى سوريا عندما تنجز التسوية الإقليمية.

خطاب انتخابي؟

ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّه لا توجد تسوية سعودية إيرانية بالمعنى الكامل بعد، ولكن هناك بدء كلام بين جانبين، واضعًا زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الأخيرة إلى بيروت ولقاءاته مع بعض قيادات 14 آذار في خانة شدّ العصب قبل التسوية الآتية، والتي سيكون لها نتائج على الأرض.

واعتبر أبو فاضل أنّ كلام رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي عن رفضه لخطوة حزب الله بإرسال مقاتلي داعش إلى منطقة البوكمال على الحدود يندرج في سياق الخطاب الانتخابي على أبواب الانتخابات العراقية لا أكثر ولا أقلّ، مستهجناً غبطة فريق 14 آذار بتصريح العبادي، مستبعداً أن يعيد إثارة الموضوع مرّة أخرى.

ماذا لو استقال الحريري؟!

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الحكومة تبقى صامدة ولو استقال وزراء القوات اللبنانية منها، مشيراً إلى أنّهم إذا استقالوا سيتمّ تعيين وزراء من الكتائب اللبنانية مكانهم، موضحاً أنّ البلد قائم على النكايات والأمر سيسري على ذلك. وشدّد على أنّ الرئيس الحريري نفسه إذا استقال اليوم لن يعود، بل يتمّ تعيين غيره، كالرئيس نجيب ميقاتي أو الوزير عبد الرحيم مراد أو غيرهما، إلا أنّ الرئيس الحريري مشارك في التسوية الحاصلة.

وأشار أبو فاضل إلى أنّه ينتقد تحفظات القوات وغيرهم على هذا الصعيد خصوصاً أنّهم يشاركون في حكومة بيانها الوزاري واضح، وهو كرّس معادلة الجيش والشعب والمقاومة ولو بشكلٍ غير مباشر، واعتبر أنّ خطّ المقاومة والممانعة هو الذي ربح وانتصر، داعيًا لقراءة التحولات الحاصلة في المنطقة ككلّ.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الوزراء اللبنانيين الذين زاروا سوريا يذهبون بصفة شخصية لكنهم تحدثوا باسم الدولة، لافتاً إلى أنّ لا أحد يستطيع منع أيّ وزير من الذهاب أينما يريد، ولكن يمكن للحكومة عدم إعطائهم تكليفاً رسمياً بذلك، وبالتالي عدم صرف ميزانية للزيارة من ميزانية مجلس الوزراء.

لا انتخابات في أيار؟!

ولفت أبو فاضل إلى أهمية الالتفات للشق الاقتصادي الذي تؤمّنه العلاقات اللبنانية السورية، مستغرباً قفز البعض فوق ذلك بسبب بعض الخلافات السياسية السخيفة والتافهة، وخصوصًا أنّ ذلك أتى بعد سلسلة رتب ورواتب لم يكن يجب أن تقرّ كما هي كونها غير مدروسة، مشدّداً في الوقت عينه على أن لا مصلحة لأحد بتفجير الحكومة، وإذا حصلت انتخابات يتمّ تشكيل حكومة على نسقها، وإلا تبقى كما هي.

ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ البطاقة الممغنطة قد تكون سبباً لنسف الانتخابات، معرباً عن خشيته من أن يكون قانون الانتخاب الجديد قد أقرّ حتى لا تحصل الانتخابات بموجبه، لافتاً إلى أنّ فريق المقاومة والممانعة يريد انتخابات من العراق إلى سوريا إلى أيّ مكان. واعتبر أنّ كلّ شيء ممكن في البلد، وكما وجدوا سبباً للتمديد التقني للمجلس النيابي يجدون سبباً لتأجيل الانتخابات النيابية من جديد.

واعتبر أبو فاضل أنّ الانتخابات الفرعية طارت، مشيراً إلى أنّ الرئيس سعد الحريري استطاع على ما يبدو إقناع الوزراء بعدم إجراء هذه الانتخابات وتطييرها، لافتاً إلى أنّه قبل كلّ جلسة للحكومة يقول وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّه سيطرح الملف على طاولة مجلس الوزراء من دون أن يطرحه، ورأى أنّه لا يمكن للرئيس الحريري وللسلطة ككلّ أن تجري انتخابات تخسر فيها.

سلسلة الرتب لم تكن مدروسة

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس الجمهورية لم يكن موافقاً على قانون سلسلة الرتب والرواتب والضرائب، وهو دعا لطاولة حوار اقتصادية بهذا الصدد، مشدّداً على أنّ السلسلة غير مدروسة أبداً، لافتاً إلى وجود فوارق في الرواتب بشكلٍ غير متكافئ، كما انّ الإيرادات غير مؤمّنة، معتبراً أنّه كان يجب وقف الهدر أولاً.

ووجّه أبو فاضل تحيّة لرئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان لما كان ويقوم به، وللجهود التي بذلها في موضوع المصالحة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وإن تبيّن أنّ الحسابات لم تأتِ مطابقة للروحية، وقال: "كنا في أوعا اخيك والخوف أن نصبح في أوعا بيك". وأشار إلى أنّ كنعان لعب دوراً أساسياً في الموضوع المالي، وكذلك وزير المال علي حسن خليل، إلا أنّه تساءل كيف يمكن تخطي مسألة الـ11 مليار، ويجب معرفة أين صرفت وكف صرفت، للوصول إلى موازنة حقيقية. ورأى أنّ البلد ليس مزرعة فحسب، بل أصبح مقلعاً بشكل أو بآخر، خصوصاً أنّ لا أحد يحاسب أحداً.

حزب الله يرفض السمسرات

واعتبر أبو فاضل أن مجلس النواب في جلسة مناقشة الحكومة ومساءلتها لم يكن موفّقاً، من دون أن ينفي الدور الوطني الكبير لرئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، خصوصاً أنّ المجلس هو نسخة مصغّرة عن الحكومة، وكلّ الأفرقاء ممثلون في الحكومة، ولا يوجد في المعارضة سوى النائب سامي الجميل، مستغرباً خروج الرئيس سعد الحريري من القاعة خلال كلمة الجميل، ما بيّن عدم اكتراث، في حين أنّ الأخير كان الوحيد الذي يفترض الاستماع له.

واعتبر أبو فاضل أنّ حزب الله أراد من خلال مداخلة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله القول أنّه ضدّ السمسرات والصفقات والهدر والفساد، مشيراً إلى أنّ موقف الحزب واضح وصريح بهذا الصدد، وهو يحرص عليه بشكل دائم، واستبعد رداً على سؤال إمكانية أن تتطور العلاقة بين الحزب والقوات اللبنانية أكثر، معتبراً أنّ الزيارة التي قام بها وزير الاعلام ملحم رياشي قد تكون الحد الأقصى الممكن بموجب هذه العلاقة.

المحكمة العسكرية ضرورية

وأشار أبو فاضل إلى أنّ لبنان بحاجة إلى محكمة استثنائية دائمة، مؤكداً أنّه مع القضاء العسكري، مستغرباً كيف يمكن لوزير عدل أن ينعى المحكمة العسكرية كما فعل وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي ثمّ يشيد بها إذا ما أصدرت حكماً يناسبه، كما فعل عندما أصدرت حكمها بقضية الوزير السابق ميشال سماحة.

ورأى أبو فاضل أنّ اللواء أشرف ريفي كان وزيراً مسيّساً وحتى عندما كان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي كان مسيّساً، وهو غير معتدل ولو كان يتحدّث عن الاعتدال، معتبراً أنّ الوزير السابق فيصل كرامي في المقابل على سبيل المثال هو شخصية معتدلة.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ المحكمة العسكرية ضرورية ولا يجب إلغاؤها، وأشار إلى أنّ التظاهر أمام المحكمة العسكرية ووزارة الدفاع وغير ذلك يفترض أن يكون ممنوعاً احتراماً لهيبة الجيش، ولو كسر ذلك بعض الأفرقاء كتيار المستقبل وحزب الوطنيين الأحرار والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرهم، مشدّداً على عدم جواز المضيّ بهذا النهج.

الغطاء السياسي مؤمَّن

ورداً على سؤال عن كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزيف عون في قصر بعبدا، اختصرها أبو فاضل بأنها إعلانٌ رسمي لانتصار لبنان على الإرهاب، وهو الذي تحقق في ​جرود القاع​ ورأس بعلبك، مشيراً إلى أنّ التسوية أتت من أجل إتمام المفاوضات وكشف مصير العسكريين المختطفين، مشدّداً على أنّ المطلوب تنظيف الأراضي اللبنانية وليس استنزاف الجيش وزيادة خسائره.

وأكد أبو فاضل أنّ ما حققه الجيش هو إنجاز كبير ويُهنَّأ عليه، لافتاً إلى أنّ الجيش حقق النصر وبزغ ​فجر الجرود​، مشيراً إلى أنّ الغطاء السياسي مؤمّن، من فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس نبيه بري، مشدّداً على أنّ الغطاء السياسي من الحكومة كلّها بكافة مكوّناتها مؤمَّن، بخلاف ما كان حاصلاً في السابق، حين لم يكن هناك قرار، بل كان القرار بعدم المسّ بهؤلاء الإرهابيين.

وفيما أشار أبو فاضل إلى احتمال إطلاق ​أحمد الأسير​ بموجب اتفاق تبادل أو عفو، خصوصًا أنّه غير محكوم حتى اليوم، وبالتالي يمكن أن يكون مشمولاً باتفاقات التبادل التي تحصل، ناشد المحكمة العسكرية والقضاء العسكري بالإسراع بمحاكمته، منبّهاً إلى وجود قطبة مخفيّة بالموضوع، وشدّد على ضرورة أن يُحكَم الأسير حتى لا يستطيع أحد إطلاقه على خلفية أن لا حكم عليه، مؤكداً أنّه متى صدر حكم بحقه، فلا خوف بإمكانية إطلاقه لأنّ الرئيس ميشال عون لا يمكن أن يوقّع عفواً خاصاً له.