لفتت أوساط دبلوماسية عبر صحيفة "الديار" الى أنه "بعد تحرير الجرود اللبنانية من التنظيمات الإرهابية ينتقل لبنان الى مرحلة جديدة من التطهير لا سيما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. وستترافق هذه العملية، مع مرحلة بدء عودة النازحين الى بلادهم من دون التفاوض مع الحكومة السورية أو إشراف الأمم المتحدة على هذه العودة. فالنازحون عندما هربوا الى لبنان من المعارك الدائرة في سوريا لم يسألوا لا الحكومة ولا الأمم المتحدة عن الدول التي سيفرّون اليها وأوّلها لبنان، ولهذا يُمكن لقسم كبير منهم العودة اليوم من لبنان الى بلادهم من دون الرجوع لأحد".
وذكرت أن "ثمّة مناطق عدّة أصبحت آمنة ومستقرّة في سوريا اليوم تبلغ مساحتها أضعاف مساحة لبنان بكثير، فـ"حزب الله" تمكّن خلال الشهر الأخير، من تحرير 30 ألف كيلومتر مربع من البادية السورية وبعض قراها، الأمر الذي يُسهّل عودة النازحين الذين فرّوا منها اليها، لا سيما وأنّ شروط العودة، لا علاقة لها بالتفاوض مع الحكومة السورية أو بالقرارات الدولية"، معتبرة أن "النازح الذي يعلم أنّ منطقته قد تحرّرت من الإرهابيين، عليه العودة من تلقاء بنفسه الى بيته وأرضه ليستكمل فيها حياته من دون انتظار أي ضمانات أو وعود داخلية ودولية قد تتحقّق أو لا، ومن دون وضع الشروط أو انتظار ظروف العودة، خصوصاً إذا ما كان من الذين لا ينتظرون العيش فقط على مساعدات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
وشددت الأوساط على أن "المهم أن يكون هناك قرار سياسي موحّد بضرورة تحقيق العودة، والسعي الجدّي لإعادة النازحين، وفق الأوضاع الخاصة لكلّ منهم. فالتسوية السياسية التي حصلت وأنتجت رئيساً قوياً للجمهورية وحكومة مصلحة وطنية ووضع قانون إنتخاب جديد على أن تُجرى الإنتخابات النيابية في أيّار المقبل، يجب أن تُستكمل في حلّ الملفات التي تُشكّل عبئاً كبيراً على كاهل الحكومة واللبنانيين، وأولّها ملف النازحين السوريين".
وكشفت الاوساط بأن "الحلّ السياسي للأزمة السورية بات قريباً جدّاً خصوصاً مع بدء أفول وجود "داعش" و"جبهة النصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى من المنطقة، وزوال خطرها بشكل نهائي، من وجهة نظر الموفدين الدوليين"، مؤكدة أن "الجيشين اللبناني والسوري يستطيعان التنسيق فيما بينهما لإعادة النازحين السوريين المسالمين أي الذين لم يحملوا السلاح مع أي جهة، في خطوة أولى، الى المناطق الآمنة في بلادهم"، موضحة أن "مثل هذا التنسيق بين الجيشين متاح اليوم خصوصاً وأنّ العلاقات السياسية بين البلدين مجمّدة، ومقطوعة على الصعيد الحكومي الرسمي".