رأت قوى سياسية ​لبنان​ية قريبة من ​الرياض​ عبر صحيفة "الأخبار" أن "تصعيد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ​ثامر السبهان​، ضد "حزب الله" فيه رسائل عدّة. الأولى إلى الداخل اللبناني، وتحديداً رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، بأن مواقفه من حزب الله لا ترتقي إلى آمال المملكة وتطلعاتها، وأن مواقفه استسلامية ودون المستوى المطلوب"، موضحة أن "الرسالة الثانية إلى القوى الحليفة للمملكة، فالسبهان حين يصِف الحزب بحزب الشيطان، يلمّح بذلك إلى عدم جواز مساكنته، وتهديده يعني أن الاستمرار في هذه الحكومة يمكن أن يدفع المملكة إلى التعاطي مع لبنان على غرار تعاطيها مع قطر".

واعتبرت الأوساط أن "السعودية تريد تسخين الساحة الداخلية، ولن يكون بمقدروها ذلك طالما أن حلفاءها مشاركون في الحكومة"، مؤكدة أن "هناك صعوبة في تفسير الموقف السعودي الذي يحمل إشارات متناقضة، لكنها تلجأ إلى التفسير الأسهل وهو أن المملكة تطرح استعدادها الكامل للانفتاح على ​إيران​، مقابل ضرب أذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن. بمعنى أن لا مشكلة مع إيران كدولة، وإنما مع أدوارها في عدد من الدول".

ولفتت مصادر الى أن "كلام السبهان قد لا يكون أكثر من مجرّد موقف تعبيري، وربمّا يستبطن خريطة طريق سياسية تؤدي إلى انفجار، ما يطرح تساؤلات عن مصير الحكومة والبلد ككل. لكنه أيضاً قد يكون موقفاً لا يحمِل أي أبعاد عملية، ولا يخرج عن سياق تفاوضي تريد المملكة التذكير من خلاله بأن أي محاولة لإخراجها من المرحلة السياسية الجديدة التي دخلتها سوريا، ستقابل بزعزعة الساحة اللبنانية".

بدورها، رأت أوساط قريبة من "الثنائي الشيعي"، أن "كلام السبهان، وصداه في لبنان غير قابل للترجمة"، مخفّفةً من وطأة تصريحات السبهان "التي لن تستطيع التأثير على الوضع الداخلي ولا الحكومة، وخصوصاً أن المنطقة تتجه نحو تسويات شاملة، تُحاول المملكة الضغط من أجل أن تكون ركناً أساسياً فيها".

وفي هذا الإطار، لفتت مصادر دبلوماسية إلى أن "على جدول أعمال الزيارة التي سيقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ل​موسكو​ للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال يومين، بنداً عن التسوية مع إيران"، مشيرة إلى أن "الجانب الروسي سيضغط في هذا الاتجاه".

وفي السياق، تعتبر أوساط الثنائي أن "الخطر ليس منشأه السعودية، وإنما إسرائيل"، مشيرة إلى "تخوّف جدّي من ضربة إسرائيلية ليست في الحسبان. فالمناورات الضخمة التي يجريها ​الجيش الإسرائيلي​ وتحاكي فيها كل السيناريوهات التي قد يواجهها في حال خوضه حرباً ضد الحزب «ليست عادية، ولا سيما أنها تتم في منطقة مطابقة لجغرافية لبنان. واحتمالات هذه الضربة تزداد بعد فشل إسرائيل في انتزاع التزامات أميركية تتبنى أي ضربة، وتعاون روسي يحميها في الجنوب السوري، حيث تعتبر أن بإمكانها الرد على هذه الجبهة من خلال الجبهة الشمالية مع لبنان".