لفتت مصادر دبلوماسية غربية عبر صحيفة "الديار" الى أن "اصرار الناطق باسم التحالف الدولي على ذكر لبنان اكثر من مرة كجانب في اتفاق ترحيل مسلحي "داعش" لم يأت عن عبث، بل بناء على معلومات مؤكدة حصلت عليها الجهات المعنية تشير الى اتصالات داخلية لبنانية بين المقرات الرئاسية افضت الى اعطاء الموافقة على الصفقة التي ابرمها "حزب الله" والذي انتظرت حارة حريك الغطاء اللبناني الرسمي لها قبل المباشرة بالتنفيذ"، مشيرة الى أن "عتب واشنطن يطال القيادات السياسية ولا علاقة للقيادة او للمؤسسة العسكرية به، اذ ان الجيش خاضع للسلطة السياسية ويأتمر بأوامرها".
ورأت المصادر أن "الاميركيين لم يعترضوا قط على تنفيذ العملية العسكرية ضد "داعش" بل على العكس كانوا من ابرز المتحمسين لها وواثقين من قدرة الوحدات العسكرية اللبنانية على انجاز مهمتها وتحقيق النصر دون تدخل اي جهة اخرى، الا انهم في الوقت نفسه تركوا قرار تحديد ساعة الصفر لقيادة الجيش اللبناني"، كاشفة أن "واشنطن حذرت السوريين وحلفاءهم عبر قنوات اتصال ثالثة من ممارسة اي ضغط او حشر للجيش اللبناني لالزامه بفتح المعركة وفقا لاجندة زمنية لا تتناسب وتحضيراته".
وأكدت أن "القيادة العسكرية الاميركية تابعت عن كثب مجريات المعارك والخطط التي نفذت والمناورات التي اعتمدت، مبدية تقديرها لنجاح الجيش في استخدام السلاح الاميركي باقصى طاقاته"، داعية الى "انتظار الفترة المقبلة لمعرفة المنحى والشكل الذي ستتخذه المساعدات الاميركية للجيش خصوصا ان انهاء الوجود العسكري للارهابيين في الجرود قد يفرض ايقاعه على نوع المساعدات والتجهيزات المطلوبة في الفترة المقبلة، دون ان يعني ذلك وقف المساعدات انما تغيير في طبيعتها ونوعها وفقا لمقتضيات المرحلة المقبلة، علما ان العديد من برامج المساعدات الموقعة مع الاميركيين لحظت امكانية حصول هكذا تغيير".
وحول الحديث عن طلب استعادة الـ 50 دبابة، اشارت المصادر الى ان "المقصود هو مدرعات البرادلي الـ 36 التي ينتظر ان يتسلمها الجيش تباعا ومعها العشر آليات مدرعة لنقل الذخائر، والتي سبق وتم الاتفاق عليها منذ اكثر من سنتين وجرى تمويل عملية الشراء، كما طائرات السوبر توكانو، من الهبة السعودية التي قدمت حينها الى لبنان".
وطمأنت المصادر الغربية في هذا المجال أن "واشنطن ستمارس ضغوطها على المملكة العربية السعودية للاستمرار في خطة تمويل الصفقة كاملة"، مشيرة الى أن "الجانب اللبناني لم يتبلغ اي طلب اميركي باسترداد تلك المعدات التي دخلت الخدمة مباشرة وشارك جزء منها في العمليات القتالية على الجبهة الشرقية، غامزة في هذا الاطار الى شرط اميركي كان سبق الحديث عنه في الفترة السابقة عن تمن ورغبة بعدم استعمال هذه الآليات خارج نطاق الجبهة الشرقية".