لفت نائب رئيس ​الإتحاد العمالي العام​ في ​لبنان​ ورئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك في لبنان ​حسن فقيه​، في كلمة ألقاها في المؤتمر العالمي للتغذية والسياحة والتبغ والأنشطة المشابهة في قصر الأمم في جنيف، إلى أنّ "لبنان وطن الفكر والجمال والثقافة، البلد الصغير الّذي عصفت به نار الإحتلال البغيض فتحوّل إلى شعب مقاوم وجيش قويّ وقف في وجه الإحتلال محقّقاً الإنتصار عليه".

ونوّه إلى أنّ "الوجه الآخر لمعاناتنا هو ​الإرهاب​ الّذي خرّب المجتمعات العربية، فحوّلها إلى شتات بعدما عاشت هذه الإثنيات مئات السنين سويّاً بمحبّة وسلام"، مؤكّداً أنّ "ديننا ​الإسلام​ يدعو للتسامح والمحبّة ورفض الظلم والعدالة الإجتماعية"، مشيراً إلى "ما يحصل في منطقتنا اليوم من حرب بإسم الإرهاب على لبنان ومصر والعراق وفلسطين وليبيا وتونس وأخيراً من حرب على سوريا التاريخ والحضارة، حيث حصل تهجير كانت حصّة لبنان منه حوالي مليوني نازح"، داعياً كلّ الدول الّتي شاركت في الحرب على سوريا، أن "توقف عدوانها وأن تسخّر الجهود لإعادة البناء وإحلال السلام العادل في النطقة الّذي يضمن للفلسطينيين حقوقهم".

وبيّن فقيه أنّ "أخطر ما نواجهه جميعاً هي السياسات الحكومية الّتي تراعي الشركات المعولمة الكبرى الّتي لا همّ لها سوى تكديس الأرباح وإذلال العمال وإفقار الطبقات الدنيا، وهذا يتطلّب منّا المواجهة بالإضرابات والتحرّكات في وجه هذه السياسات الجائرة"، مركّزاً على "أنّنا في المنطقة العربية بإمكاناتها المالية والبشرية وموقعها الجغرافي المميّز، نعاني من الصراعات الّتي تغذّيها القوى الكبرى حتّى يتسنّى لها المزيد من السيطرة والإستحواذ على مقدّرات الشعوب، ويساعدها في ذلك مسؤولون حكوميون فاشلون وإدارات مهترئة غير شفافة، وغالباً لا تعمل لمصلحة مواطنيها".

وأشار إلى أنّ "من هنا، كان التفاوت الّذي تمّ استغلاله عبر ما سميّ ربيعاً عربيّاً، لم نرَ فية إلّا شتاء أسود خلّف وراءه اقتصاديات مكسّرة ودول مفلسة وجيوش من العاطلين عن العمل وبات الوضع أسوأ ممّا كان عليه بكثير"، مشدّداً على أنّ "ما نريده، هو توزيع عادل للثروة، تعزيز المشاركة والتعبير ، وجود سياسات تنموية تشغيليّة، مواجهة ​الفقر​ وتحقيق الأمن الغذائي وتأمين السكن والنقل والتعليم المجاني، واجتثاث الفساد الإداري والسياسي والتمثيل الحقيقي للقطاعات وعدم التبعية العمياء".

وأوضح فقيه "أنّني أريد منكم أن تدينوا نشر الإحتلال للبنان في عدوان 2006 لملايين ​القنابل العنقودية​ الّتي تقتل الناس وتمنع استغلال الأرض، وأطالب من اتحادكم أن يضمّ ​مزارعي التبغ​ في لبنان إلى أجندته للضغط على حكومتنا من أجل ضمّ المزارعين وشمولهم التأمينات الإجتماعية والصحّية وهذا ما لم يتأمّن بعد".

وأعلن "انحيازنا للمساواة بين المرأة والرجل في فرص العمل والأجر واتاحة الفرص دون تمييز، والوقوف ضدّ ​عمالة الأطفال​ وتأمين التعليم المجاني لهم ورعاية الأسر الّتي شرّدتها الحروب"، مشيراً إلى أنّ "عمال لبنان وحركتهم النقابية حقّقوا في الآونة الأخيرة جملة مكتسبات وتحسين الأجور ونتابع النضال من أجل تحقيق المزيد"، مؤكّداً "أنّنا مع توسيع دائرة التعاون العالمي للوقوف في وجه العولمة المتوحّشة الّتي هي شكل من أشكال الإستعمار ونهب ثروات الشعوب وإفقارها".