نوّه وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، خلال رعايته افتتاح جمعية مهرجانات ​قلعة سمار جبيل​، مرحلة جديدة من أعمال ترميم القلعة، إلى أنّ "في كلّ عام ، ومنذ عشر سنوات نقف هنا على هذا المسرح في أحضان هذه القلعة وربما نكرر الكلام نفسه لأنّ الفكرة هي واحدة، فنفلسفها ونطوّرها"، مشيراً إلى أنّ "ما يعني لي في هذا اللقاء السنوي هو أن نكون مثابرين ومصرّين على أن نبني بالتراكم لأنّ هذه القلعة لم تبن في يوم واحد وإنّما على مدى آلاف السنين. ونحن اليوم ورثة لها ولتاريخ كبير جدّاً أورثنا إياه من مرّوا على هذا الوطن، آباؤنا وأجدادنا، ونحن مؤتمنون على هذا الارث. لذا وبكل فرح نلتقي مرّة كلّ سنة لنجدّد الإلتزام سويّة واتجاهكم بأنّنا سنكمل هذا العمل وننجزه حتّى النهاية".

ولفت إلى "أنّنا نقف هنا ونتكلّم من القلب ودون تفكير لأنّنا نقوم بهذا العمل من القلب وعن قناعة بأنّ هذا ما يميّز بلدنا. فاليوم نحن في سمار جبيل في هذه القلعة الأثرية، ونحن نعمل ونسعى لترميمها، وأنا أعلم أنّ في كلّ عام تزداد المهرجانات في ​لبنان​ ومع كلّ التقدير الكبير لكلّ اللبنانيين الّذين مرّوا من هنا ووقفوا على هذا المسرح، ومع كل التقدير لما أنجزه الشباب من الضيعة وحولها، إلاّ أنّ قيمة هذا المهرجان ليست فقط بأنّ نلتقي ونفرح، وإنّما قيمته بأنّنا نستثمره لنرمّم هذه القلعة، وقيمته الكبيرة أنّه سنة بعد سنة نعيد سنوات من قلعة انهدمت ونعمل على ترميمها على مراحل"، مركّزاً على أنّ "المهم اليوم أنّنا عملنا على تماسك وترابط هذه القلعة وتثبيت حجارتها كي لا تتفكك وتنهار وتؤخذ حجارتها، لاسيما وأنّ العديد من بيوت المنطقة بنيت بحجارة هذه القلعة ولعلّها تكون مناسبة اليوم لنطلب من الأهالي إعادة هذه الحجارة".

وبيّن باسيل أنّ "قيمة هذا المهرجان، تكمن بأن نفكر سويّة بكيفيّة المساهمة بترميم هذه القلعة"، كاشفاً "أنّنا بدأنا بترميم 15 كنيسة أثرية في منطقة البترون وفي السنة المقبلة، نكون قد رمّمنا مع هذه القلعة كنيستين في سمار جبيل وقد أخذنا الموافقة وقمنا بتأمين التمويل. وإذا توجّهنا إلى ​حردين​، هناك 31 دير وكلّما جلنا في هذه المنطقة نتأكّد أنّها أرض قداسة"، مركّزاً على "أنّنا نعيش في بلد لا ندرك أهميّته وقيمته الكبيرة، لذا نرى أنّ الحجر القديم لا قيمة له عندنا ونفرط به فيما العالم وشعوبه يقدر ثرواته الأثرية والتاريخية وكلّ حجر فيها".

وأكّد أنّ "في كلّ يوم وفي كل حجر نهتم به، أكتشف أهميّة لبنان على مستوى السياحة البيئيّة والسياحة الثقافيّة وكلّ أنواع السياحة الّتي تستحقها منطقتنا ومشاريع الطرق الّتي ننفّذها لنربط القديسين والقداسة لتسهيل الموصلات، إنّما الشعب هو الّذي يصنع السياحة حين يعرف تاريخه ويفخر به ويحافظ عليه ويجدّده ويطوّره ويحفظه للأجيال القادمة"، موضحاً أنّ "هذه الثروة هي بمثابة صندوق سيادي لأجيالنا القادمة وثروتنا السياديّة الّتي ورثناها مسؤوليّة توريثها تقع علينا".