فوجئت العائلات السورية النازحة الى منطقتي ​النبطية​ والجنوب برسائل نصية على هواتفهم الخلوية، من ​برنامج الأغذية العالمي​، تعلمهم بأن شهر تشرين الأول سيكون آخر شهر يمكنهم فيه الاستفادة من المساعدات المقدمة عن طريق البرنامج.

هذا الخبر، نزل كالصاعقة على "أحلام"، لبنانية متزوجة من سوري متوفّي، حيث توضح، عبر "النشرة"، أنها تتقاضى من البرنامج المذكور شهرياً 27 دولارا أميركيا عن كل ولد من أولادها الثلاثة، من خلال ​البطاقة الممغنطة​ التي تحملها وتقوم بالمقابل بشراء مواد تموينية بهذا المبلغ لأفراد اسرتها، وهي بالكاد تستطيع دفع اجرة غرفة تقيم فيها مع أولادها منذ بداية الحرب في سوريا، مشيرة إلى أنه بالمقابل لا تستفيد من أي مساعدات أخرى، واليوم هي في حيرة من أمرها "ماذا ستفعل أمام انسداد الأفق؟ وهي لا تعرف من تطالب من جمعيات ​الأمم المتحدة​ رأفة بأطفالها الايتام الثلاثة الذين لا معيل لهم".

وفي حين لفتت إلى أن لا خيار لها، مع بداية العام الدراسي، إلا تسجيل أبنائها في المدرسة الرسمية، لا سيما أن وزير التربية والتعليم العالي ​مروان حمادة​ وعد بأن هذا الأمر سيتم مجاناً، شددت على أن هذا لا يعفي الأمم المتحدة من مهامها، خصوصاً إذا ما كان التقشف من قبلها هو سياسة تعتمدها لدفعهم نحو العودة إلى سوريا.

من جانبها، أشارت "عليا"، أم لولدين وزوج مقعد، إلى أنهم تبلغوا بهذا القرار من خلال رسالة نصيّة وصلتهم على هاتفهم، تقول أن برنامج الأغذية العالمي سيقوم بتعبئة بطاقتهم الحمراء بـ27 دولار أميركي للفرد الواحد، عن شهر أيلول الحالي، لكن يؤسفه ابلاغهم بأن شهر تشرين الأول سيكون آخر شهر يمكنهم فيه الاستفادة من المساعدات المقدمة عن طريق البرنامج، لأنهم لم يعودوا مخوّلين للحصول على المساعدات الغذائية، طالباً منهم الاحتفاظ بالبطاقة الحمراء في حال كانوا مؤهلين للحصول على مساعدات أخرى في المستقبل، مع تركهم رقماً هاتفيا للاتصال بهم.

في هذا السياق، توضح مصادر معنية بالملف، عبر "النشرة"، أن الجمعيات العاملة تحت اشراف برنامج الأمم المتحدة تقلصت عما كانت عليه مع بداية الحرب في سوريا الى أربع جمعيات: "شيلد"، "أنترصوص"، "أزي"، و"أرض البشر" بفرعيها الايطالي والسويسري. وهو ما يُفسر تراجع التقديمات للنازحين بسبب ضعف التمويل أولاً، لحثّ النازحين على العودة الى بلادهم، ونظراً لأن هناك توجهاً لبنانياً بالطلب الى الأمم المتحدة للمساعدة على الشروع بإعادتهم الى بلادهم.

تجدر الإشارة إلى أنه يتوزّع 27 ألف نسمة من النازحين في قضاء النبطية، حيث تتولى البلديات اعداد احصائيات شهرية بمدى انتشارهم،وتعديل هذا العدد نظراً لحالات الولادة، فضلاً عن حالات تهريب تتولاها عصابات لقاء بدل مادي يصل إلى مئة دولار عن كل شخص تتمكن من تهريبه إلى تلك المنطقة، حيث تمكنت المديرية الاقليمية ل​أمن الدولة​ في النبطية من توقيف عصابة من السوريين مؤلفة من 4 أشخاص، بينهم قاصر، يقومون بتهريب السوريين عبر المصنع الى لبايا في ​البقاع​ الغربي، ومنها نحو ​حاصبيا​ ومرجعيون وشبعا والنبطية، من خلال اجتياز أودية قريبة من حاجز ​قعقعية الجسر​.

وأشار مصدر أمني، عبر "النشرة"، إلى أن المديرية المذكورة كانت قد أوقفت أيضاً عصابة تهريب السوريين سيراً على الاقدام من بيت جنّ السورية إلى حاصبيا ومرجعيون، في حين تقوم العصابة في طريق العودة بنقل سلاح واعتدة من لبنان الى بيت جن، حيث ينتشر "الجيش السوري الحر" بقيادة إياد كمال "مورو"، لقاء بدل مالي هو 1500 دولار عن السلاح الفردي من نوع "كلاشنيكوف"، وهو ما كشفته المديرية بعد القاء القبض على عصابة، مؤلفة من فلسطيني ولبناني، تنشط بتجارة الأسلحة بين مرجعيون وبنت جبيل.