كشف أحدُ الدبلوماسيين العاملين في العاصمة الروسية لصحيفة "الجمهورية" عن الأسباب التي أدّت الى تأخُّر زيارة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، الى ​موسكو​ وذهاب رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ قبله، موضحا أنه "أولاً، الحريري هو إبنُ الرئيس الراحل ​رفيق الحريري​، والروس لا ينسون دورَ الحريري الأب في مصالحتهم مع ​العالم الإسلامي​ ومدِّه جسورَ تحالف وحوار مع الدول الإسلامية الكبرى، حيث استعمل الحريري صداقاته مع الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرّف، ورئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، وهذان البلدان من أكبر البلدان الإسلامية المهمّة، بحيث وقفَ الحريري الأب وراءَ فتح العلاقات مع موسكو، وهذا الأمر ما زال يردّده الروس حتّى الآن".

ولفت المصدر الى أنه"الحريري الإبن، إستفاد من علاقات والدِه الدولية وتلقائياً مع ​روسيا​، حيث قام بزيارات متكرّرة الى موسكو خصوصاً لتسويق مبادرته الرئاسية الأخيرة، وبنى صداقات مع المسؤولين هناك وباتوا يعرفونه جيداً، وهذا الأمر يسهّل زيارتَه موسكو ولقاءَه بوتين سريعاً"، مؤكدا أنه "لم يتمّ التنسيقُ منذ مطلع السنة لترتيب زيارة عون الى موسكو ضمن الأطر المتعارَف عليها والقنوات الدبلوماسية الرسمية، وبالتالي فإنّ مَن كان يعمل لهذه الزيارة حاول التواصل مباشرة مع ​الكرملين​، ما صعَّب تحديد موعدها سريعاً".

واشار الى أنه "رغم موافقة روسيا على ​التسوية الرئاسية​ القاضية بإنتخاب عون ومباركتها أيَّ حلّ لبناني، لا يزال هناك بعض الترسّبات التي حصلت منذ نحو سنتين، خصوصاً بعدما حمّلت روسيا تكتل "التغيير والإصلاح" مسؤولية ​الفراغ الرئاسي​ نتيجة مقاطعتِه جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية، ووجّهت رسائل دبلوماسية في هذا الخصوص. لكنّ هذا الأمر بات عابراً ولا يُفسد للودّ قضية".

وعن تسليح ​الجيش​ و​القوى الأمنية​، فاكد المصدر أن "روسيا تؤكّد دعمَها الكبير للبنان وجيشِه، لكنّ موسكو لا تعطي هباتٍ كبيرة مثل مروحيّات قتالية أو دبابات متطوّرة، إلّا أنّ هذا لا يمنعها من تقديم بعض الأسلحة الخفيفة والمتوسّطة مثل "الكلاشنكوف" وبعض الذخائر، لأنّ الوضع الإقتصادي الروسي لا يسمح بذلك، مع العلم أنّ سوق شراء الأسلحة مفتوح على مصراعيه، ولا مانع لديها من بيع لبنان أسلحة".

أما بالنسبة الى زيارات مسؤولين روس كبار للبنان والمنطقة، فقد علمت "الجمهورية" أنّ المعتمد البطريركي في روسيا المطران ​نيفون صيقلي​ سيقيم إحتفالاً في زحلة في 17 الشهر الجاري لمناسبة مرور 40 عاماً على إنتدابه من البطريركية في روسيا، وقدّ وُجّهت دعوة رسمية الى نائب وزير الخارجية وموفد بوتين الى الشرق ​ميخائيل بوغدانوف​ لحضور الإحتفال، لكنه لم يؤكّد بعد حضورَه، مع ترجيح عدم حضوره، وبالتالي فإنّ أيَّ زيارة روسية قريبة لمسؤول روسي مستبعَدة راهناً.