علّق رئيس "التيّار الوطني الحر" وزير الخارجية ​جبران باسيل​ على معركة "​فجر الجرود​" ونتائجها، فاشار الى وجود جوّ في لبنان او فريق لا يريد اظهار أي أمرٍ جيد قد يحصل في هذا العهد، مع العلم ان البلد لم يشهد انجازات بالسرعة التي حصلت في هذا العهد سابقا، مؤكدا في السياق ردا على المخاوف السابقة من اي عمل عسكري ضد الارهابيين، ان الارض تحررت و​عرسال​ لم تُهدم ولم يحدث فتنة سنية-شيعية.

المسؤولية السياسية

رئيس ​التيار الوطني الحر​ وفي حديث لـ"النشرة" خلال لقائه رابطة خريجي الاعلام برئاسة عامر مشموشي في مكتبه بالوزارة، شدّد على ان ​الإرهاب​ والنازحين حضروا الى لبنان بقرار سياسي، لكن الظروف حاليا تخطت الموضوع وتم اقتلاع الارهاب من ارضنا، رغم ان هناك من اراد "تنغيص" فرحة النصر باتّهام الجيش والسلطة السياسيّة بالتقصير، مع العلم ان المواقف كانت متباينة في السابق ولا يمكن اظهار الحكومة حينذاك كفريق واحد لأنّ الآراء كانت متباينة، وهناك من دعا لتحرير الارض منذ احتلالها وهذا ما قمنا به منذ اللحظة الاولى، وهناك مسؤولية سياسية وعسكريّة في احداث عرسال عام 2014 سيظهرها التحقيق الذي سنتابعه للنهاية، وعلى أصحاب هذه المسؤولية ألاّ يختبئوا خلفها، وهم عملوا على تبرير الاحداث والمدافعة عن مواقفهم، ونحن لا نعفيهم من المسؤولية.

وأكد وزير الخارجيّة، على وقع الموسيقى الكلاسيكية التي لا تفارق مكتبه والتي يعتبرها من ضروريات عمله، ان المحاكمة السياسية يفرضها الشعب كما انه سيترجمها في الانتخابات النيابية المقبلة، اما المحاكمة العسكريّة فهذا امر مختلف ويجب ان يتم تقييم كل المرحلة السابقة، وهذا طبيعي في كل جيوش العالم، مع العلم ان هذا التقييم لم يحصل في السابق، ويجب حصوله حاليا ليبنى على الشيء مقتضاه، مع التأكيد والحرص انه لا يوجد أيّ استهداف شخصي او سياسي لاحد لا في السابق حين طالبنا بالتحقيق عام 2014، واتهمنا وقتذاك اننا نبيع المواقف من اجل الانتخابات الرئاسية، ولا اليوم، ولكننا نبحث مع الشعب اللبناني عن حقيقة ولو لمرّة واحدة نصل فيها الى نتيجة، لانه لم يحصل محاكمة من قبل.

"ناكرو الجميل"

وردا على سؤال حول تحييد ​حزب الله​ عن النصر الذي حصل، يرى باسيل ان هناك بعض اللبنانيين "ناكرون للجميل" لان الحزب ضحى وقاتل وهذا الشيء لم يقم به اي فريق لبناني آخر، ونحن كفريق سياسي نريد الجيش ولكن لا يمكن انكار الانجاز الذي حققته المقاومة... والدليل على ذلك انه حين دخل الجيش على خط الاحداث ترك حزب الله الساحة له.

وحول الاتهامات بتضييع القرار اللبناني في معركة الجرود، يجزم باسيل بأنه تم استرداده ا في المعركة بمرحلتها الثانية، وحين قاتل حزب الله تم السؤال عن الجيش، وحين قاتل الجيش وتمت استعادة القرار السياسي والعسكري بدأ بعض الافرقاء برمي الاتهامات جزافا، مع العلم ان عناصر "داعش" هربت تحت وابل القصف المدفعي وتقدم ​الجيش اللبناني​ باتّجاه الحدود اللبنانيّة السوريّة، ولكن الانسحاب لم يكن

بالمجان بل مقابل المعلومات التي كنا نسعى لها حول ​العسكريين المخطوفين​، مؤكدا ان التخلي عن السيادة حصل في عام 2014 واليوم نحن استرددناها. وبالنسبة الى التباين بالمواقف مع رئيس الحكومة سعد الحريري في موضوع احداث الجرود، أوضح وزير الخارجية انه والحريري من مدرستين مختلفتين، ولكننا سنحتفل بالنصر سويا يوم الخميس.

الفترة الذهبية بالخارجية

وعن الزيارات الخارجية والدعوات التي تصل الى رئيس الحكومة بدلا من رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، أوضح باسيل ثلاث نقاط، أولها ان الرئيس عون راض، والثانية انه متفق مع الحريري ومحدد لاولوياته، اما الثالثة فهي اننا نعطي الأهمّية للامور الداخلية على الامور الخارجية، والدليل على ذلك، انني لست مع الحريري في موسكو رغم أهميّة الزيارة، لانني اعتبر ان ما اقوم به هنا يوازي زيارة روسيا.

من جهة ثانية واذ وضع رئيس التيار الوطني الحر نفسه في خانة المدافع الاول عن العهد أكّد انه المهاجم الاول في صفوف العهد.

واعتبر باسيل ان وزارة الخارجية تمر في فترة ذهبية سياديّة، والدليل انه في كل القرارات التي يتم اتخاذها هناك فريق منزعج من الموضوع، لا سيما في موضوع سياسة المحاور والنزوح وغيرها من المواضيع. وأوضح ان التيار الوطني قدم للحكومة خطة مكتوبة وشاملة لحل أزمة النزوح السوري، داعيا الحكومة لمناقشتها واقرارها لاعادة النازحين الى بلدهم، وشدد على ان عودتهم يمكن ان تحصل قبل وخلال وبعد حلّ الازمة في ​سوريا​ وذلك بالتنسيق مع النظام او من دونه، وبالتشاور

مع الامم المتحدة او من دونه، وقد شهدنا في المرحلة الاخيرة عودة للنازحين الى مناطق النظام والمعارضة ومناطق مختلطة بين الفريقين، وهذه تجربة يمكن ان يتم ​البناء​ عليها لعودتهم. وطالب باسيل بعدم ربط موضوع النزوح السوري الى لبنان بالحل السياسي او القرار الخارجي او برحيل الرئيس السوري ​بشار الاسد​.

واتّهم وزير الخارجية المجتمع الدولي ومنذ عام 2011 وحتى اليوم بانتهاج سياسية تشجيع النازحين على البقاء في لبنان، "ونحن اليوم نريد الانتقال الى مرحلة تشجيعهم للعودة الى بلدهم"، مؤكدا أن لا مكان لأيّ مؤتمر دولي لا يلحظ العودة، لانه بحال عدم الاشارة اليها سيكون ذلك نوع من "الترف السياسي" لا اكثر، مع التأكيد ان المجتمع الدولي مُلزم بمساعدتنا.

الاصلاح الانتخابي

وحول ​الانتخابات الفرعية​ في كسروان وطرابلس، أكد باسيل ان الدستور هو الحكم في ذلك، ولا قرار بحصولها من عدمها، بل يجب ان تحصل، والموضوع ليس اكثر من عمليّة انتخابية بسيطة وروتينية، وعلى وزير الداخلية طرح موضوع "الفرعيّة" في جلسة الحكومة المقبلة للذهاب لاجرائها في اسرع وقت ممكن. والمشكلة ليست بالانتخابات الفرعية بل بالانتخابات النيابية العامة في أيّار المقبل، ونحن حين قبلنا بالتمديد كان على مبدأ اصلاح قانون الانتخاب وهو سبب يستأهل التمديد، أما بحال عدم حصول الاصلاح، فلنذهب لاجراء الانتخابات في اسرع وقت ممكن، وحينها لا نعود بحاجة لكل هذا الوقت لاجرائها، لان العهد سيخسر بسبب الاطالة، خصوصًا مع الخطابات الشعبوية.

وحول البطاقة الممغنطة والانتخاب في مكان السكن بدل مكان القيد، رأى ان الشعب يستفيد من الموضوع واكثر من يستفيد منها هم سكان الاطراف، وهذا الموضوع يزيد من نسبة الاقتراع ويخفّف الرشاوى الانتخابية، لافتا الى ان حركة امل وحزب الله والقوات اللبنانية يريدون التسجيل المسبق لمكان القيد وهو ما نرفضه، لان هذا الموضوع له جانب تقني، وجانب سياسي، خصوصًا وانه يحدد مكان انتخاب المقترع مما يمكن ان يؤدي الى التأثير على قراره الانتخابي، وما يهمّنا هو حرية الناخب، وقد طرحنا تحديد عدد من المناطق الانتخابية الاختيارية لكل قضاء لتسهيل عمل وزارة الداخلية، كتحديد عدد من الاقلام في بيروت والضاحية وبعبدا لأهل الجنوب والبقاع.

"الثورة"

وردّا على سؤال حول الحديث عن تطيير الانتخابات النيابية المقبلة، لفت الى أن هذا معناه الدعوة الى ثورة في البلد، ونحن مع الشعب في ذلك، لان الوضع لا يحمل تأجيلا اكثر. وبالنسبة للعلاقة مع القوات، يؤكد ان لا زواج إكراه فيما بيننا، ولا عودة الى المارونية السياسيّة في علاقتنا، مؤكدا انه لا يمكن العودة اليها ونحن محكومون بمصلحتنا وارادتنا بتفاهم طويل، وحين تدخل المصالح الصغيرة يهتزّ، غير ذلك فإنّ التحالف ثابت وقائم.

وإذ أكّد وزير الخارجيّة ان العمل على قانون الانتخاب ليس مرحليا بل من اجل عام 2053، شدّد على العمل لتطويره في 2030، ليلبي طموحات المسيحيين ويحفظ تمثيلهم السياسي، "ونحن بفعل القانون الحالي نستطيع الابقاء على التأثير ذاته عام 2053، وانا اشتريت قانونا يفيد المسيحيين.

"لا احادية"

وحول الحديث عن رفضه الأحاديّة خلال كلمته في بشري بافتتاح مركز التيار الوطني الحر الاحد الفائت، جدد باسيل التأكيد على رفضه لهذا الأمر لأي فريق، "وخير دليل على ذلك وجودنا في بشري، وهذا الموضوع ليس موجها ضد القوات اللبنانية، انما هو خطابنا العام لنا ولكل الافرقاء في البلد، كما أنه لا يوجد أحاديّة في بشري، لا يوجد أحاديّة كذلك في الجنوب والبقاع والشمال وغيرها من المناطق.