تشكل قضية ​البيئة​ في العالم العربي مشكلة بارزة، فهي باتت في أمسّ الحاجة الى أن تعطى الأهمية اللازمة خصوصاً في ​لبنان​، وفي ظلّ ما نعيشه من تلوّث ومن تفاقم لهذه الأزمة التي باتت أمراً طارئاً يستدعي المعالجة. ولأن المشاكل كثيرة في العالم العربي ولبنان في هذا الشأن خصّصت مؤسسة "تكريم" التي لا تتوخى الربح جوائز لمواطنين عرب عملوا بحقول مختلفة ولم يقدر لهم أحد عطاءاتهم.

صحيح أن المؤسسات التي كرمت مبدعين في حقول متعددة كثيرة، الا أن اللافت في مؤسسة "تكريم" أنها أولت "البيئة" إهتماما خاصاً فخصصت لهذا الحقل جائزة. تحصل احتفالات في هذه المؤسسة لتوزيع الجوائز في مختلف بلدان العالم وفي مختلف الحقول، الفنّ، البيئة... وفي هذا السياق يشرح مصدر معني لـ"النشرة" أن "الترشيحات للجوائز تأتي من كل المجتمع العربي لأبرز الاشخاص المبدعين في حقول ذات اختصاص، وتصل هذه الترشيحات الى المجلس الاختياري (يضم المجلس مجموعة أشخاص متخصصين بالحقل نفسه) الذي ينتقي أفضل ثلاثة مرشحين"، مشيرا الى أن "هذه الأسماء ترسل الى المجلس التحكيمي الذي يجتمع خارج لبنان ويقرّر من هم الاشخاص الذين سينالون الجوائز في مختلف الفئات".

انشأت مؤسسة "تكريم" في العام 2010 ومنذ ذلك الحين حتى اليوم فاز بجوائز البيئة ومن مختلف أنحاء العالم العربي سبعة، إثنان منهم "أشخاص" وخمسة هيئات (سواء كانت تمثل المجتمع الأهلي أو هيئات لا تتوخى الربح أو منظمات غير حكومية أو شركات خاصة)، إستلم التكريم عن هذه الهيئات الخمسة أربعة رجال وأنثى واحدة. واللافت أنه في العام 2012 نالت ​محمية أرز الشوف​ (محمية طبيعية) من لبنان الجائزة، وتعتبر السياحة البيئية من أهم البرامج التي تضطلع بها جمعية "أرز الشوف"، وهو برنامج يعكس عزم الجمعية والبلديات على الحفاظ على الارث الطبيعي والثقافي الموجود في المحميّة والقرى المجاورة كما تشجع السياحة المسؤولة ويعزز الفرص الاقتصادية في المناطق الريفية.

في العام 2013 نال سامح سيف غالي من مصر الجائزة، وكان يعمل في مجال التنمية الشاملة في مصر منذ 23 عاماً، شغل مناصب قيادية مختلفة في أهمّ وأكبر المنظمات والمؤسسات الأهلية المصرية وأنشأ مؤسسة "معا للتنمية والبيئة"، التي تقوم حالياً باختيار وحدة الغاز الحيوي في احدى القرى، وربط شبكة ​الصرف الصحي​ بتوليد الطاقة. أما في العام 2014 فقد نال معهد الأبحاث التطبيقية في القدس (اريج) وهي مؤسسة لا تبغي الربح الجائزة، من أبرز أهدافه تعزيز التنمية المستدامة في فلسطين وتشجيع الشعب الفلسطيني الاعتماد على الذات من خلال سيطرة أكبر على موارده الطبيعية.

وللبنان كانت الحصّة الأكبر في العام 2015 حيث نالت ​الحركة البيئية اللبنانية​ الجائزة يومها، وقد تأسست في العام 2012 من قبل عدد من ​الجمعيات الأهلية​ لمواجهة التحديات التي يشهدها لبنان والحفاظ على إرثه الطبيعي والثقافي. أما في العام 2016 فنالت فاطمة جبريل (مؤسسة وصاحبة فكرة المنظمة الافريقية للحلول الإنمائية ADESO) الجائزة.

في المحصّلة قامت مؤسسة "تكريم"، التي تضم في مجلسها الاختياري مدير عام ​وزارة البيئة​ اللبنانية برج هاتجيان وهو المشهود له بإنجازاته على مستوى البيئة في لبنان، بخطوة سبّاقة في مجال ايلاء حقل البيئة إهتماما خاصاً من خلال تكريم المبدعين في هذا المجال، في وقت تتجه فيه الاوضاع في العالم العربي الى التدهور في مجال البيئة، فهل تخطو بقية المؤسسات أو الجمعيات خطوة "تكريم" وتولي حقل البيئة إهتماما خاصاً أسوة ببقية الحقول، ومن سينال جائزة مؤسسة "تكريم" للعام 2017 كأفضل مبدع في حقل البيئة؟!".