اعتبر السيد ​علي فضل الله​، خلال خطبة الجمعة، أنه "في ​لبنان​ بدأت الأجواء السياسية فيه تميل إلى الهدوء بعد عاصفة السجالات التي أعقبت عملية تطهير الجرود، والتي إن استمرت، فستودي بالإيجابيات الّتي تجلّت خلال المعارك، وستؤدي إلى تفريغ الانتصار من مضمونه، وهو ما يتطلب أن نضمّ صوتنا إلى الأصوات التي دعت إلى عدم إلقاء الاتهامات جزافاً فيما يتصل بالأحداث الأخيرة، وعدم إدخال ذلك في إطار الصّراع الداخليّ أو التجييش الشعبي لحسابات انتخابية أو أية اعتبارات تتعلق بالصراع الإقليمي"، مؤكداً "ضرورة إجراء تحقيق جديّ وشفّاف، وبعيد عن التسييس، لكشف كلّ الملابسات، والإجابة عن كل التساؤلات التي طرحت وتطرح في الوسط العام أو على لسان أهالي شهداء ​الجيش اللبناني​ّ، نؤكّد على القوى السياسية ضرورة الحفاظ على أجواء الاستقرار السياسي في هذه المرحلة الحساسة التي ترسم فيها معالم المستقبل للمنطقة".

ورأى فضل الله أن "لبنان من المتأثرين جداً بما يجري، فالوقت ليس وقت مماحكات أو نكد أو تسجيل نقاط، بل وقت جمع كل النقاط الإيجابية لحساب الوطن. وهنا، نرى إيجابيَّة الحراك السياسي الذي يجري في هذه المرحلة في مواقع القرار في العالم، وآخرها في روسيا، وهو ما يجعل لبنان حاضراً في مسار الحلول، لا متلقياً، ولا سيما أنه يأتي بعد الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني والمقاومة، والذي أظهر صورة لبنان الموحّد والقويّ القادر"، مشيراً إلى أنه "في هذا الوقت، تعود إلى الواجهة أزمات الواقع الاجتماعي، حيث ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر صدور قرار إيجابي من ​المجلس الدستوري​، بإعادة النظر في الضرائب التي فرضت، والتي بات من الواضح أنها تمس الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، وهذا لا يعني صرف النظر عن الزيادة للقطاع العام وللمعلمين، ولا سيما أن الكثير من الناس يعتقدون أنّ الدولة قادرة على تأمين السلسلة، من خلال وقف الهدر والتهرب الضريبي وإيقاف الفساد. وفي الوقت نفسه، ندعو الحكومة إلى علاج الآثار المترتبة على الزيادة للمعلمين في القطاع الخاص، وما يتصل برفع الأقساط المدرسية".

وشدد على أنه "يبقى الخطر الإسرائيليّ حاضراً، وهو الذي بدأ يتصاعد ويتعاظم ضد لبنان، وتتمثل تجلياته في زرع أجهزة تنصت في أكثر من منطقة لبنانية، أو خرق جدار الصوت للترهيب، كما حصل في صيدا، أو من خلال المناورات العسكرية التي تحاكي عدواناً على لبنان"، لافتاً إلى أنه "رغم أنَّنا نستبعد أن يقدم العدو على القيام بعمل عسكري في الوقت القريب، فإنّ هذا لا يعني أن ننام على حرير في مواجهة هذا العدو وغدره، فهو قد يقدم على مغامرة من هذا القبيل. وبالتالي، لا بد من الاستعداد لأقسى الاحتمالات".