لفتت مصادر لـ"الجمهورية" إلى أنّ "​التيار الوطني الحر​" ينظر بريبة الى الحليف القواتي وسلوكه العلني الذي يخفي ميولاً مبطّنة، رغم ورقة النيات الحاملة إتفاقاً استراتيجياً بينهما"، مضيفا: "فالتحرّك القواتي من فتح ملف الكهرباء، إلى إعلان الترشيحات، ولا سيما في ​البترون​، إلى الإنفتاح على "​المردة​"، ليست إلّا رسائل مستقبلية، موجّهة إلى باسيل، لإسقاطه نيابياً، ولاحقاً رئاسياً، إضافة إلى ​الكتائب اللبنانية​، التي رفضت الدخول في الحكومة، واختارت موقع المعارضة وتصويب الإتهام إلى وزراء "التيار"، في دلالة واضحة إلى نيّة الحزب إظهار نفسه بأنه مدافعٌ عن حقوق اللبنانيين، والإلتفاف على شعبيّة "التيار".

واوضحت المصادر أنه "صحيح، أنه ليس هناك ما يجمع بين "القوات"، و"المردة"، والكتائب، من إتفاقات مطروحة بينهم، لكنّ تحجيم "التيار الوطني الحرّ" نيابياً، هو المطلوب في المرحلة المقبلة، لكي لا يستطيع كسبَ كتلة نيابية كبيرة، تكون داعمةً لباسيل، ولنهجه في السياسة العامة للبلاد"، معتبرة أنه "أمام هذه المنافسة في المعركة المستقبلية، يجد رئيس التيار ​جبران باسيل​ نفسَه، أمام تحدٍّ جديد، في العلاقة مع "​حزب الله​"، الذي دخل في اللعبة الإقليمية، من خلال مشاركته العسكرية في حروب ​العراق​ و​اليمن​ و​سوريا​، وهذا ما يضع باسيل أمام خيارات صعبة، أبرزها تمتين الحلف مع "حزب الله"، وبالتأكيد ستؤثر العلاقة مع الحزب، في زعزعة علاقة "التيار الوطني الحر" بتيار "المستقبل"، ما سينعكس سلباً ولا سيما في ​الإنتخابات النيابية​ المقبلة".

مشيرة الى إنّ "الإنقسام العامودي في الرؤية الإستراتيجية للمنطقة العربية، بين ​إيران​ وحلفائها، وأبرزهم "حزب الله"، والمحور العربي وحلفائه في الداخل، دفع بباسيل الى السير بين النقاط، لكي لا يخسر العلاقة مع الفريقين. فهو يدرك جيداً، أنّه بخسارة فريق منهما، يصعب عليه الوصول إلى سدّة الرئاسة"، ومعتبرة أن "على «التيار الوطني الحرّ"، إجراء قراءة صحيحة للمرحلة المقبلة، لا سيما التحضير الجدّي للإنتخابات النيابية، من خلال اختيار المرشحين الفاعلين والمؤثرين في الدوائر الإنتخابية، من الذين يحصلون على ثقة الناخبين أولاً ، وثانياً، من الذين يُعتبرون من الدائرة الضيّقة لرئيس "التيار" وطروحاته السياسية. هذا، ما يعطي الأفضلية لباسيل ولـ"التيار" في مجابهة التحدّيات المقبلة رغم صعوباتها".