احتفل معهد التثقيف اللاهوتي التابع للأبرشية البطريركية نيابة الجبة بتخريج الدفعة الأولى من تلامذته، برعاية البطريرك الماروني الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ وذلك في كنيسة الصرح البطريركي في ​الديمان​، في حضور النائب البطريركي العام على الجبة و​زغرتا الزاوية​ المطران جوزيف نفاع وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات وأهالي الخريجين.

ورأى الراعي في كلمته أن اليوم فرحتنا كبيرة جدا بحضور تخرج طالبات وطلاب من معهد التثقيف اللاهوتي في النيابة البطريركية في الجبة هذه من أكبر دواعي الفرح والإعتزاز لأننا اليوم بأمس الحاجة لشعبنا الماروني المسيحي العلماني كي يتثقف دينيا كي يتوصل الى ثلاث أمور هي أساس حياتنا المسيحية: أولا إعلان الإيمان وهنا الحاجة الى المعرفة ومعهد التثقيف اللاهوتي هو الذي يثقفنا على الإيمان وإذا كنا نجهل إيماننا نجهل الإثنين الباقين، إذا نحن هنا وأريد أن أحيي أبونا بول وأشكره على إدارة هذا المعهد وأحيي كل المعلمين الذين أعطوا من قلبهم وأريد أن أحيي وأشكر الآنسة دارين على كلمتها اللطيفة ولكن أريد القول أننا هنا أساسا لكي نتثقف بالإيمان وثانيا تثقفنا لكي نعبر عن إيماننا بحياتنا المسيحية والليتورجية وثالثا لكي نعلن إيماننا بشهادة الحياة والثقافة التي نبنيها في مجتمعنا بمعنى أنكم في هذا العالم تعيشون كل واحد في مختلف قطاعات حياته، مدعوين أن نشهد لإيماننا وحياتنا المسيحية في عملنا أيا كان هذا العمل، إداري، سياسي، إجتماعي، قضائي، تثقيفي مهما كان".

وأضاف: "ثلاثة كلمات سنأخذها معنا، هنا يتحقق الأمر الأول، والثاني يكون في الرعية، والثالث في حياتكم الخاصة. قلت كل إيماننا المسيحي بحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكية في الكتاب مركز على ثلاثة أقسام، إعلان الإيمان، أريد أن أقول الإيمان اللاهوتي الجالس بمعنى جالسين ندرس وننقح وننقب الكتب مثل كل اللاهوتيين. أما القسم الثاني فهو التعبير عن الإيمان، فالإيمان يعاش بالأسرار بالليتورجيا يوم الأحد وإسمه اللاهوت الساجد، وثالثا اللاهوت الواقف أي ننطلق كي نشهد ثلاث كلمات بسيطة أنتم في المرحلة الأولى في المعهد. أحيي كهنة رعاياكم هناك ستعيشون اللاهوت الساجد لأنه ما من معنى للاهوت ان لم اعبر عنه في حياتي المسيحية وحياتي الليتورجية لذلك سننطلق في حياتنا من مجتمعاتكم لتشهدوا بهذا الإيمان".

واردف: "الشكر للذين يتعبون ويسهرون في المعهد وذكرتموهم جميعا من مثلث الرحمة المطران فرنسيس مرورا بالمطران مارون العمار وصولا الى سيدنا جوزيف نفاع، مع كل الذين يعملون مع أبونا بول مدير هذا المعهد، نعتبر أن هذا كنز كبير ونحن معنيون ككرسي بطريركي بالمحافظة عليه، بتعزيزه وتنشيطه لأن مجتمعنا ال​لبنان​ي مثل مجتمعنا المشرقي بأمس الحاجة لمعرفة الإيمان لننطلق من الجهل الديني لأنه جهل شبه عارم لنعيش حياتنا المسيحية بالحياة الليتورجية والاسرار، لأننا في معظم كنائسنا نجد غيابا مخيفا لشعبنا المسيحي والماروني، وثالثا حدث ولا حرج في الحياة العامة لنقول عن مدى شعورنا بالإيمان"، مضيفا "لقد تساءلت عدة مرات عن الحالة التي يعيشها مجتمعنا في ما يختص بطريقة العيش، بالتجارة، بالإقتصاد، بالإعلام، بالسياسة، بأمور أخرى أتساءل وأقول هل يعقل بعد ألفي سنة ان لا يوجد لدينا ثقافة مسيحية؟ من أين نستمد أفكارنا؟ من أين نستمد مواقفنا، من أين نستمد مبادئ حياتنا عندما نجد أنه لا يوجد في المجتمع قيم ولا مبادئ وكأن الثقافة المسيحية والإنجيل واللاهوت الذي عمره ألفي سنة لا علاقة لهم بالحياة المسيحية ومع المسيحيين. لذلك أقول لكم هذه الساعة التي قضيتها معكم من أجمل ساعات حياتي شخصيا لأنها تعزية كبيرة أن نجد شبابا وصبايا يأتون ليتثقفوا ليكونوا خميرة في مجتمعنا بدون أي إدعاء. نشكر الرب عليكم، الرب يكون معكم ويساعدكم".

وختم: "دارين في كلمتها أتت على ذكر الموارنة الذين عاشوا في هذه المنطقة، شعبنا في الماضي تثقف لاهوتيا بدون الذهاب الى المدارس وكان أميا ولكن تثقف لاهوتيا من الممارسة الدينية بمعنى تعلم اللاهوت من التراتيل، من الصلوات، من الحضور الدؤوب للكنيسة فتثقف وأخذ معرفة فعاش في بطولة وعاش بشهادة وترك لنا هذا الوطن بقوة إيمانه. نحن هنا في هذه المنطقة عرين الموارنة، هذه المنطقة هي منطقة إيمان ومنطقة تقاليد، لقد تغيرت الأيام وأصبح يوجد علم وتثقيف وإمكانية تحرك وإن شاء الله يزيد عددكم أكثر وأكثر ونحن معكم وشكرا لكم وشكرا للرب شهادة من كل القلب للمتخرجين والمتخرجات".