أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن "الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ يعمل على وضع صفقة بشأن هيكلية القوة في ​سوريا​ قد تبدو ل​إسرائيل​ خيالية، لكنها واقعية تماما من وجهة نظر ​موسكو​"، موضحةً أن "الحديث يدور عن إيجاد صيغة لتوازن القوى تقبلها إسرائيل و​إيران​ على حد سواء".

ولفتت إلى أن "إدارة الرئيس الأميركي السابق ​باراك أوباما​ لم تكن جاهزة لتلعب دورا رئيسيا في سوريا، أما إدارة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ فلم تستكمل صياغة مقارباتها بعد، ولذلك ملأت ​روسيا​ الفراغ"، مشيرةً إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ أدرك مبكرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط للعب دور محوري في سوريا، ولذلك توجه إلى موسكو ليلتقي معه في أيلول عام 2015 وبفضل هذا اللقاء تم إنشاء آلية روسية إسرائيلية مشتركة لفض الاشتباك، بما في ذلك إطلاق خط ساخن بين عسكريي البلدين لتجنب المواجهة في سماء سوريا".

وأشارت إلى ان "روسيا تعاونت مع إيران و"​حزب لله​" لدعم القوات السورية الحكومية في ميادين القتال، ما سمح للجانب الروسي بتقليص خسائره البشرية خلال المشاركة في العمليات القتالية إلى أدنى حد".

ونقلت الصحيفة عن مدير عام المجلس الروسي للشؤون الخارجية أندريه كورتونوف أن "بوتين قد نجح في جمع إيران و​تركيا​ وراء طاولة المفاوضات في أستانا لإحلال وقف إطلاق النار في سوريا، إذ باتت ​الحكومة التركية​ مستعدة لدراسة إمكانية استعادة دمشق السيطرة على الأراضي السورية، إضافة إلى جاهزية ​أنقرة​ للتعاون مع إيران في مختلف المجالات، بما في ذلك التصدي للمحاولات الكردية لإقامة دولة مستقلة"، مشيراً إلى أن "روسيا تتعامل مع ​الأردن​ والسعودية في محاولة لإقناعهما بالكف عن دعم ​المعارضة السورية​".

وأشارت الصحيفة إلى أن "بوتين يؤمن اليوم بأن موسكو تقدر على وضع اتفاق بين إسرائيل وإيران، وذلك في الوقت الذي يعتقد فيه جزء من ​الأجهزة الأمنية​ والاستخباراتية الإسرائيلية أنه من الممكن دق إسفين بين روسيا وإيران"، لافتةً إلى أن "المسؤولين الإسرائيليين ينصحون نتانياهو بالعمل في هذا الاتجاه خلال تعاملاته مع بوتين".

وأضافت الصحيفة أن "نتانياهو ربما يريد القيام بذلك، لكنه أمر غير واقعي تماما"، مشيرةً إلى أن "بوتين يخطط لطرح صيغة جديدة على نتانياهو ستمنع أي دولة أجنبية من تحويل سوريا إلى قاعدة لشن هجوم على دول مجاورة".

وأوضحت أن "العهد الروسي لم يذهب إلى الحد الذي يريده نتانياهو، وهو منع إيران من تثبيت وجوده بشكل دائم في سوريا، لكن هذه الصيغة في الوقت نفسه لن تسمح ل​طهران​ بإنشاء قواعد جوية وصاروخية في الأراضي السورية"، مشيرةً إلى أنه "من غير المرجح أن يقبل نتنياهو مثل هذه الصيغة علنيا، لكنه، على الأرجح، لم يجب أمامه خيارا آخر".