على وقع تحذيرات السفارات الاجنبية لرعاياها في لبنان تأتي "​عاشوراء​" هذا العام، الا أن الخطر الامني لا يمنع اللبنانيين أهل "العز والكرامة" من إحياء الشعائر الحسينية وإثبات "الوفاء" لهذا الإمام الذي علّم البشرية كيفية مواجهة الظلم، وماهية "انتصار الدم على السيف".

بعد أيام على الإنتصارات اللبنانية على ​الإرهاب​، بُثت المخاوف في نفوس اللبنانيين من إمكانية وقوع اعمال ارهابية تنغص على المواطنين حياتهم، وتبدّدت هذه المخاوف بعد إعلان ​الجيش اللبناني​ لإلقائه القبض على ​خلية ارهابية​ كانت تخطط لضرب عددا من الأماكن. هذا الامر يؤكد حديث الامين العام ل​حزب الله​ بأن انتهاء الوجود التكفيري في الجرود اللبنانية لا يعني انتهاء الخطر.

في هذا السياق تشدد المصادر الأمنية في حزب الله على أن ضرب التكفيريين في الجرود قد يجعلهم أكثر حاجة لرد الاعتبار في الداخل اللبناني، مشيرة عبر "النشرة" الى أن الانتصار على النصرة وداعش لا يعني إطلاقا تخفيض مستوى الاجراءات الأمنية اليومية، فكيف إن كان المقصود "اجراءات عاشوراء". وتضيف المصادر: "في الساعات الماضية بدأت اجراءات حزب الله في الضاحية والمدن الجنوبية و​البقاع​ية، دون أن تظهر للعلن حتى اللحظة، لأن الهدف هو حفظ الامن لا عرقلة حياة المواطنين".

في هذا العام لن تختلف التحضيرات الأمنية في الضاحية عن الأعوام السابقة، فالتنسيق بين قيادتي حزب الله و​حركة أمل​ من جهة و​القوى الأمنية​ والجيش اللبناني من جهة اخرى سيكون على اعلى المستويات، خصوصا وأن مداخل الضاحية ستكون تحت رعاية الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، اما في داخلها فستتولى الأحزاب مسؤولية الأمن. وتقول المصادر: "ستنتشر المجالس الحسينية في كل مكان وكل شارع وحي، وسيكون التجمع المركزي لحزب الله في ​مجمع سيد الشهداء​، وفي معوض لحركة أمل، وبالتالي ستكون الاجراءات الأمنية مشددة في أوقات المغرب والمساء".

"لن تشهد الشوارع نهارا كثافة في العناصر الحزبية الأمنية"، تقول المصادر، كاشفة أن طرقات الضاحية ومفارقها وتقاطعاتها اصبحت تحت مرمى "كاميرات المراقبة" التي يُشرف عليها الحزب، وبالتالي فلم يعد يحتاج الأمر الى عدد كبير من العناصر البشرية، فكل شيء مراقب، مشيرة الى أن هذا النظام الأمني الجديد انطلق منذ أشهر قليلة، وأثبت فعاليته على الصعد كافّة. اما بالنسبة لتواجد ​النازحين السوريين​ وامكانية استخدام هذا الأمر غطاءً للعناصر الارهابية، تكشف المصادر أن الحزب والحركة أجريا مسحا شاملا للنازحين في الضاحية والجنوب والبقاع، مشيرة الى أن الموجودين في المكان الأول معروفون بالإسم وهم باغلبيتهم الساحقة "عائلات" وليسوا أفرادا، مشددة أيضا على أن التنسيق مع ​القوى الفلسطينية​ داخل المخيمات على اعلى مستوى، لضمان حفظ امنها في الأيام المقبلة.

وتكشف المصادر أن التدابير الأمنية ستتصاعد بدءا من يوم الخميس صباحا، حيث ستكون فرق الهندسة، وفرقة "الكلاب البوليسية" أكثر علانيّة، وستُقفل بعض الطرقات بالتنسيق مع ​اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية​ الذي سيتولى عملية تنظيم السير.

وكما في الضاحية الجنوبية كذلك في النبطية، حيث تكشف مصادر في حركة أمل أن الاجراءات الامنية ستكون على مستوى الحدث الديني، مشيرة الى أن مرحلة "التحضير الأمني" قد انطلقت وهي تشمل عمليات الاستعلام والتدقيق، وستتبعها نهار الخميس عصرا المرحلة التنفيذية التي تتمحور حول تواجد العناصر في الشوارع وبمحيط الساحة العامة. وتقول المصادر لـ"النشرة": "أثمر التعاون مع القوى الأمنية بتحديد مجموعة اجراءات سيتم العمل بها في الساعات المقبلة وأبرزها: منع حمل السلاح داخل حرم اقامة الشعائر الحسينية، منع تجول الدراجات النارية من الخامسة مساءً حتى السادسة صباح اليوم التالي"، كاشفة أن "الأجنبي الذي سيدخل الى النبطية عليه الحصول على تصريح من الاجهزة الامنية".

لم تنته المعركة مع الارهاب بعد، وهذه الاجراءات التي تطرقنا ليست كل شيء، وما خفي منها هو للحماية ودرءًا لأيّ طارئ، تحسبا لكل أنواع المخاطر التي يمكن ان تعترض "درب" المجالس العاشورائية.