استكملت كل الاجراءات الميدانية واللوجستية والأمنية في ​مدينة النبطية​، تمهيداً للبدء باحياء ​مراسم عاشوراء​ ليل الجمعة 21 الجاري، حيث اتخذ مجلس الأمن الفرعي في المدينة، برئاسة محافظ النبطية القاضي ​محمود المولى​، جملة تدابير واجراءات لحماية مجالس العزاء والمسيرات التي تشهدها المدينة وتتواصل لليوم الثالث عشر من عاشوراء.

في هذا السياق، شارفت كل التحضيرات والاستعدادات على نهايتها لاحياء المجالس العاشورائية، التي تبدأ ليلتها الأولى عند التاسعة من مساء ليل الخميس-الجمعة، في النادي الحسيني باشراف مفتي وامام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، الذي أعطى اشارة البدء لاكساء النادي الحسيني بالسواد، وانطلقت بعدها الرايات السوداء التي تحمل اقوالاً للامام الحسين وآل بيته لترتفع في مختلف أحياء المدينة.

على هذا الصعيد، سترافق المراسم إجراءات أمنية مشددة، لا سيما بعد اكتشاف ​مخابرات الجيش​ خلية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي برئاسة المصري فادي ابراهيم أحمد علي أحمد الملقب بـ"ابو خطاب"، المتواري في ​مخيم عين الحلوة​، وتخوفاً من الخلايا النائمة والمنغمسة والذئاب المنفردة.

وكان مجلس الأمن الفرعي قد فوض المحافظ محمود المولى اتخاذ ما يراه مناسباً من تدابير واجراءات، منها أن الأجنبي الذي سيدخل الى النبطية عليه الحصول على تصريح من الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى منع حمل السلاح داخل حرم اقامة الشعائر الحسينية، ومنع تجول الدراجات النارية من الخامسة من مساء كل يوم حتى السادسة من اليوم التالي، فضلاً عن اجراءات أخرى لم يعلن عنها.

وعلمت "النشرة" أن سريّة درك النبطية أصدرت مذكرة تتعلق بالحد من تجول السوريين في المدينة، اعتباراً من مساء كل يوم حتى صباح اليوم الثاني، وأنه في اليوم العاشر سيطلب منهم البقاء في منازلهم وعدم التجوال في المدينة، وقد باشرت البلديات المحيطة بالنبطية، منها كفررمان، تطبيق قرار منع تجولهم في البلدة، فيما اتفقت قيادتا "​حركة أمل​" و"حزب الله" على احياء المناسبة بالتعاون والتنسيق بينهما.

من جانبه، أوضح المسؤول الاعلامي للنادي الحسيني في النبطية الشيخ ​مهدي صادق​، في حديث لـ"النشرة"، أن "الاحتياط واجب رغم الانتصار الذي حققه الجيش ووالحزب على الارهاب التكفيري في الجرود"، لافتاً إلى أن شعار عاشوراء في النبطية هذا العام سيكون "دمع يثمر نصراً"، مشدداً على أن "دمعة عاشوراء مستمرة لكنها ليست دمعة منكسرة، بل هي انتجت على مر السنين روحاً مفعمة بالعزة والكبرياء ورفض الظلم، وأبقت جذوة المعاني الانسانية التي جسدتها كربلاء حية في وجدان المؤمنين والموالين على مر العصور"، مضيفاً: "وهي تستمر من جديد لتنتج نصراً على الارهاب التكفيري في ​لبنان​ و​العراق​ و​سوريا​، لتؤكد أنها دمعة تجافي وترفض التطرف والارهاب، وثورة الحسين هي ثورة ضد التطرف والظلم".

ولفت إلى أن مسرحية موقعة الطف في كربلاء في العاشر من محرم ستكون من إخراج الفنان اللبناني حسام الصباح، وسيشارك في التمثيل فنانون لبنانيون منهم خالد السيد وفؤاد حسن وعبدو شاهين، موضحاً أن دور ​الامام الحسين​ سيُؤديه الفنان خليل الحاج حسن، مشيراً إلى أن نادي الشباب الحسيني سينظم مضافاً يومياً للمشاركين والوافدين الى النبطية.