ما ان اعلن قائد عمليّات قوات حلفاء الجيش السوري"استمرار عمليّات "والفجر 3" حتى الوصول

الى البوكمال الحدودية مع العراق"، حتى سدّدت دمشق وحلفاؤها هدفا ذهبيّا آخر في المرمى الأميركي على متن عبور القوّات السورية نهر الفرات الى ضفّته الشرقيّة رغم الخطوط الحمر الأميركية، ورغم مسارعة واشنطن عبر وكلائها - قوّات ​سوريا​ الديموقراطية - الى محاولة سباق الجيش والحلفاء في عمليّات تحرير دير الزور عبر عمليّات "ندّية" دون توقّع ان يقفز "خصومها" فوق الحظر الأميركي ليبدأ اللعب في عمق ملعب الإدارة الأميركية في الشرق السوري، "وحيث يكشف مصدر عسكري روسي في قاعدة حميميم، عن عمليّة عسكريّة على غفلة من الجميع باتت وشيكة ضدّ قوّات قسد، تحصد دمشق نتائجها، دون توضيح ماهيّة الجهة التي ستقوم بتلك العمليّة".

مشهد انتقال القوات السورية ومقاتلي ​حزب الله​ الى شرق الفرات "والذي يُعتبر من اكثر نتائج الميدان السوري خطورة على "اسرائيل"- وفق توصيف موقع ديبكا العبري- والذي اقرّ انّ هذا العبور مكّن الطّرفين من التمركز على ضفّتيه معاً لتبدأ العمليّات باتجاه الإطباق على الحدود السوريّة - العراقيّة - ، إستُبق قبيل ايام بزيارة مفاجئة قادت وزير الدّفاع الرّوسي سيرغي شويغو الى دمشق للقاء الرئيس بشّار الأسد، وأُحيطت بأهميّة "استثنائية" ربطا بتعلّقها بحدثين عسكريّين هامّين، أحدهما سيبرز قريباً في ساحة المعركة الحاليّة - حسب ترجيح الكاتب في صحيفة "آل مونيتور" الأميركية مكسيم سوتشكوف، فيما كشفت معلومات صحافيّة المانيّة انّ الأمر الأهمّ الذي حمله شويغو الى الرئيس الأسد، يختصّ بحدث عسكريّ طارىء يتعلّق ب"اسرائيل"، والكشف عن "امر عمليّات ما" أوكلته تل ابيب وواشنطن الى قوّات "قسد"،مهمّته حرف عمليّات القوّات السورية والحليفة من التوجّه الى البوكمال، عبر جرّها الى معارك "استنزاف" جانبيّة تُفضي الى اعادة خلط الأوراق في ميدان الشرق السوري تحديداً.

لا شكّ انّ الرّهان الأميركي على تنظيم "داعش" الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة لم يعد يُفيد الادارة الأميركية الآن في مقارعة الدّولة السوريّة وحلفائها لتحقيق هدف تقسيم سورية والعراق، ولذا بدأ التركيز والعمل سريعاً على استخدام ورقة بديلة تُمسكها جيّدا وتنفع مشروع "اسرائيل" بشكل كبير، وهي الوحدات الكرديّة الإنفصاليّة.

وعليه، ليس من قبيل الصّدفة ان تطفو مسألة الإنفصال الكرديّ بهذه القوّة الى الواجهة في هذا التوقيت تحديداً الذي بدأ يرسم بوضوح ملامح النّصر الاستراتيجي الكامل في سورية والعراق معاً.. أمرٌ بالغ الخطورة خيّم في سماء العراق منذ ايّام، لم يقتصر فقط على رفع العلم "الاسرائيلي" من قبل الإنفصاليين الأكراد في كردستان، بل تعدّاه الى عبور طلائع قوّات "اسرائيليّة" بعديد 300 عنصر الى اربيل -حسبما أكدت معلومات صحافيّة عراقيّة - ايران التي تراقب باهتمام بالغ الدّعم "الاسرائيلي" الكبير والخفيّ للأكراد في سبيل تحقيق "انفصالهم" في كانتون كرديّ يكون نواة مشاريع تقسيمية لاحقة في المنطقة، تُدرك انّ مسعود البرزاني حُمّل مهمّة اميركية - اسرائيليّة بالوكالة تُفضي الى غرس خنجر دائم في خاصرتها، عبر إخراج "اسرائيل" ثانية في المنطقة من رحم الإقليم الكرديّ، ولذلك علت نبرة التحذيرات الإيرانيّة من مغبّة هذا الإنفصال تزامنا مع أخرى تركيّة هدّدت بدورها من مغبّة الإستفتاء على الإقليم الموعود- الذي تعتبره يتعلّق بالأمن القوميّ التركي وعليه،" ستأخذ تركيا الخطوات الضروريّة تجاهه"، وسريعاً وقبيل ايام على اجراء الإستفتاء، بدأت بمناورات عسكرية ضخمة على الحدود العراقية، مسبوقة برسالة سوريّة ناريّة على لسان مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، حذّرت فيه من انّ الجيش السوري سيُقاتل قوات قسد او اي قوة اجنبية في سورية تدعمها، وليعقب هذا التحذير سريعاً استهداف لتلك القوات شرق الفرات من قبل طيران لم يُحدّد ما اذا كان سوريا او روسيا، إعتبره قائدها بمثابة اعلان حرب من قبل دمشق!

موقع "ستراتفورد" الإستخباري الأميركي، لفت الى انّ محاولات التقدّم في العمليّات التي اطلقتها "قسد" تزامنا مع عمليّات الجيش السوري في دير الزور، ستؤول قريباً الى مواجهة شرسة من قبل القوات السورية وحلفائها، معتبراً انّ القصف الذي طال الوحدات الكرديّة شرق الفرات، لم يكن سوى انذار اوّلي من جانب دمشق.

وإذ اشار الى انّ المعارك الجارية حالياً في دير الزور ستُفضي الى سيطرة الجيش السوري على حقول الطّاقة في الشرق السوري، والوصول الى الحدود السورية - العراقية، اعتبر الموقع انّ الأمرين "يُشكّلان الرّعب الأكبر ل"إسرائيل"، التي تعتبر تلك الحقول ركيزة هامة في قيام "الكانتون" الكردي "الحليف"، اضافة الى "خطورة" إمساك سورية وحلفائها بالحدود السورية - العراقية التي ستفتح الطريق البرّي من ايران وصولاً الى لبنان.. ليخلص الموقع الى ترجيح ان تلجأ "اسرائيل" الى شنّ عمليّة عسكرية مباغتة باتجاه سورية او لبنان في هذا التوقيت تحديداً، وقبل ان تضع الحرب السورية اوزارها نهائيّاً!

ولكن، لسورية وحلفائها، رأيٌ آخر. فعلى متن عمليّات" والفجر 3" التي سُخّر لها ثقلٌ عسكريّ غير مسبوق وأبرزت قوات ايرانية علنيّة إضافة الى الآلاف من المقاتلين الجدد في محور المقاومة، للإنخراط الى جانب حشود الجيش السوري ومقاتلي حزب الله، ربطا بأهميّة المعركة الإستراتيجية المُزمعة باتجاه البوكمال والإطباق على الحدود السورية - العراقية، وحيث ستلاقيهم بالتزامن قوات الحشد الشعبي العراقي بعمليّات منسّقة الى منطقة القائم الحدودية المقابلة..

تكشف معلومات صحافية المانية لوكالة "سبوتنيك" الروسيةّ، عن رسالة تحذيريّة حطّت في تل ابيب على متن المناورات العسكرية الأضخم التي نفّذتها "اسرائيل" مؤخراً على الحدود الشمالية للبنان، أُرفقت بضرورة التوقّف عند حدثين بالغا الأهميّة عبرا من ميدان دير الزّور "الى من يهمّه الأمر"، أحدهما يوم وصول الجيش السوري وحلفائه الى المدينة وفكّ الحصار عنها – " ما لم يتوقّعه اي محلّل سياسي او عسكري"- وفق اعتراف السفير الأميركي الأسبق في سورية روبرت فورد، تلاه سريعاً آخر لا يقلّ وقعاً، عبر ظهور علنيّ – ولأوّل مرّة - لقائد ميداني كبير في حزب الله، مُعلناً انّ اطلالته أتت بإيعاز مباشر من الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرُالله، وهذا ما يؤشّر الى تجاوز محور المقاومة لكل الخطوط الحمر من الآن وصاعداً، سيّما انّ المعلومات رجّحت ان يكون حزبُ الله نجم حدث عسكريّ كبير قبل نهاية العام!